في تطور لافت داخل الدائرة المقربة من النظام السوري، أُلقي القبض على نجيب الأسد، ابن خالة الرئيس السوري بشار الأسد، وسط معلومات متضاربة حول ظروف اعتقاله والمعاملة التي تعرض لها.
يُعرف عاطف نجيب الأسد بكونه أحد أفراد العائلة الحاكمة الذين يتمتعون بنفوذ واسع داخل سوريا، مستفيدًا من روابطه العائلية بالأسد.
وخلال السنوات الماضية، تزايدت التقارير عن تورطه في أنشطة غير قانونية، شملت الفساد المالي، وتهريب السلع، وإدارة شبكات نفوذ داخل أجهزة الدولة.
الاعتقال بالأمر المباشر
وبحسب مصادر مطلعة، جاء اعتقال نجيب الأسد على خلفية صراع داخلي متفاقم داخل النظام السوري، حيث تشهد العائلة الحاكمة حالة من التوتر بسبب تضارب المصالح الاقتصادية والنفوذ بين الأجنحة المختلفة.
وأشارت بعض التسريبات إلى أن الاعتقال تم بأمر مباشر من جهات عليا، في خطوة تعكس تصفية الحسابات داخل الدائرة الضيقة للأسد.
تعذيب واقتلاع أظافره.. حقيقة أم شائعات؟
أثارت تقارير متداولة جدلًا واسعًا حول تعرض نجيب الأسد لمعاملة قاسية بعد اعتقاله، وصلت إلى اقتلاع أظافره خلال استجوابه. ولم تؤكد أي جهة رسمية هذه المزاعم، إلا أن بعض المصادر القريبة من العائلة ألمحت إلى أن ظروف اعتقاله كانت بالغة القسوة، في رسالة قد تعكس حجم الخلافات الداخلية داخل النظام.
أبعاد سياسية أم تصفية حسابات؟
يرى محللون أن اعتقال نجيب الأسد قد يكون جزءًا من عملية إعادة ترتيب أوراق السلطة داخل النظام، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة والانقسامات الداخلية التي بدأت تظهر بشكل علني. وتشير التكهنات إلى أن الخطوة قد تكون تحذيرًا لبقية أفراد العائلة والنخب الموالية، مفادها أن الولاء وحده لا يكفي لضمان الحماية.
ويظل مصير نجيب الأسد مجهولًا حتى الآن، حيث لم تصدر السلطات الجديدة في الادارة السورية الحالية أي بيان رسمي حول تفاصيل اعتقاله أو التهم الموجهة إليه.
من هو عاطف نجيب ؟
العميد عاطف نجيب، ابن خالة الرئيس المخلوع بشار الأسد، والمسؤول الأمني السابق الذي يُنسب إليه دور بارز في اندلاع الاحتجاجات الشعبية عام 2011. ووفقًا لمصادر أمنية، تم القبض على نجيب في محافظة اللاذقية، معقل عائلة الأسد، خلال حملة أمنية استهدفت فلول النظام السابق.
عُرف نجيب بكونه رئيس فرع الأمن السياسي في محافظة درعا الجنوبية، حيث اندلعت شرارة الثورة السورية. ويُنسب إليه إصدار أوامر باعتقال وتعذيب مجموعة من الأطفال في درعا عام 2011، بعد اتهامهم بكتابة شعارات مناهضة للنظام على جدران المدينة. عندما توجه وجهاء المدينة لمطالبته بإطلاق سراح الأطفال، ورد أنه رد عليهم بعبارة: "انسوا أطفالكم، وجلبوا نساءكم". هذا التعامل القاسي أشعل فتيل الاحتجاجات التي انتشرت في مختلف أنحاء البلاد.
اختفاء غامض
وبعد اندلاع الثورة، اختفى نجيب عن الأنظار، وتضاربت الأنباء حول مكان وجوده. يُذكر أن نجيب كان معروفًا بأسلوب حياته الفاخر، حيث كان يفضل قيادة سيارات فاخرة مثل "بي إم دبليو" و"جاغوار"، وارتداء الأحذية الإيطالية الفاخرة والسترات الجلدية.
يأتي اعتقال نجيب في إطار جهود السلطات السورية لملاحقة المسؤولين عن الانتهاكات التي ارتُكبت خلال فترة حكم الأسد، وتقديمهم للعدالة. هذا التطور يُعد خطوة مهمة نحو محاسبة المتورطين في قمع الاحتجاجات الشعبية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي شهدتها البلاد.
لم تصدر حتى الآن تفاصيل إضافية حول ظروف اعتقال نجيب أو التهم المحددة الموجهة إليه، ومن المتوقع أن تكشف السلطات عن مزيد من المعلومات في الأيام المقبلة.