في خطوة لافتة تعكس الدور المتنامي للاتحاد الأوروبي في قضايا الشرق الأوسط، أعلن مسؤولون أوروبيون عن عودة بعثتهم إلى معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر.
تسهيل إخراج الجرحى من غزة
وأكد الاتحاد الأوروبي في تصريحات خاصة لـ"العربية" أن تواجده في المعبر يأتي بناءً على دعوة من السلطة الفلسطينية ومصر وإسرائيل، مشيرًا إلى أن فريقه سيتولى مهام الإشراف والمراقبة لضمان سير العمليات بسلاسة ودون عوائق.
وضمن مساعي الاتحاد الأوروبي لتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، أوضح مسؤولو الاتحاد الأوروبي، أن البعثة ستعمل على تسهيل إخراج الجرحى من القطاع لتلقي العلاج خارج المناطق المتأثرة بالتصعيد الأخير.
وأكدوا أن المهمة في معبر رفح ذات طابع مدني، تهدف إلى تقديم الدعم الإنساني والتنسيق بين الأطراف المعنية لضمان مرور المساعدات الإنسانية والإخلاء الطبي للمصابين.
الملف السوري: انخراط أوروبي في الإدارة الجديدة
وفي سياق متصل، كشف الاتحاد الأوروبي عن عمله مع الإدارة الجديدة في سوريا، مشددًا على أهمية إشراك جميع المكونات السورية في الحكومة المقبلة لضمان تحقيق الاستقرار السياسي والانتقال السلمي للسلطة.
كما أشار المسؤولون الأوروبيون إلى أن هناك جهودًا جارية لتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، وذلك ضمن استراتيجية تهدف إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في البلاد.
العقوبات على سوريا: قرارات لم تتبلور بعد
ورغم الحديث عن إمكانية تخفيف العقوبات، أكد الاتحاد الأوروبي أنه لا يزال من المبكر تحديد القطاعات التي سيتم رفع العقوبات عنها في سوريا.
ولفت المسؤولون إلى أن القرارات في هذا الشأن ستتخذ وفقًا لتطورات الأوضاع على الأرض ومدى التزام الأطراف المختلفة بعملية الإصلاح السياسي.
وتعكس هذه التحركات التزام الاتحاد الأوروبي بدور أكثر فاعلية في قضايا الشرق الأوسط، سواء عبر الإشراف على العمليات الإنسانية في غزة أو من خلال دعم جهود التسوية السياسية في سوريا.
ويبدو أن الاتحاد يسعى إلى تحقيق توازن دقيق بين مصالحه الاستراتيجية ودوره كوسيط محايد في أزمات المنطقة.
وأعلن الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، إعادة نشر بعثته الحدودية المدنية في معبر رفح، الرابط بين مصر وقطاع غزة، بناءً على طلب السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، عبر حسابها الرسمي، أن "أوروبا هنا للمساعدة"، موضحةً أن البعثة ستدعم العاملين في المعبر الفلسطيني، كما ستسهم في تسهيل عبور الأفراد، بمن فيهم المرضى المحتاجون إلى رعاية طبية.
وتأسست بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في معبر رفح بقرار من مجلس الاتحاد الأوروبي في نوفمبر 2005، وذلك لتكون بمثابة "طرف ثالث" للإشراف على نقطة العبور بين قطاع غزة ومصر، وفقًا لاتفاق أبرمته السلطة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي في يوليو من العام نفسه.
وتم تعليق عمليات البعثة في يونيو 2007، لكنها واصلت منذ ذلك الحين تنفيذ مشروع استعداد طويل الأمد مع نظرائها الفلسطينيين، من خلال أنشطة بناء القدرات لتعزيز قدرتهم على إعادة الانتشار عندما تسمح الظروف بذلك.
تنسيق أوروبي-فلسطيني في الضفة الغربية
وتعمل البعثة ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تنسق جهودها مع الأجهزة الحدودية للسلطة الفلسطينية، التي يقع مقرها في محافظة أريحا بالضفة الغربية. وتحافظ على اتصالات منتظمة مع الإدارة العامة للمعابر والحدود الفلسطينية، وقد سبق أن أعربت عن استعدادها لإعادة الانتشار على المعبر بمجرد توافر الظروف السياسية والأمنية المناسبة.
إعادة نشر البعثة الأوروبية في معبر رفح يعكس التزام الاتحاد الأوروبي بدور أكثر فاعلية في القضايا الإنسانية والحدودية في الشرق الأوسط، وسط تحديات أمنية وسياسية مستمرة.