رواية “الإعصار والحب” للكاتبة الصحفية إلهام عبد العال تمثل تجربة فريدة في الأدب العربي الحديث، حيث تخطت الكاتبة إلهام عبد العال الحدود التقليدية للروايات المترجمة وابتكرت أسلوبًا جديدًا يدمج بين الكتابة الإبداعية بلغة الأم ووصف العالم الأجنبي من الداخل.
الرواية ليست مجرد سرد لأحداث درامية في ولاية فلوريدا الأمريكية، بل هي رحلة عميقة إلى قلب التفاعلات الإنسانية والثقافات المتنوعة، حيث تواجه الشخصيات تحديات تفوق قدرتها على التوقع أو التحكم، ممزوجة بمخاطر الطبيعة وتقلباتها.
رؤية جديدة على الساحة الأدبية
تميزت الكاتبة بكتابة الرواية باللغتين العربية والإنجليزية في كتاب واحد، وهو ما يجعلها متاحة لجمهور واسع من القراء حول العالم. هذا الأسلوب لا يهدف فقط إلى جذب القارئ الغربي إلى أدب الشرق الأوسط، بل يعزز من عمق تجربة القارئ العربي الذي قد يعيش لحظات الرواية كأنه يراها بعينيه، متجاوزًا حاجز الترجمة الذي قد يضيع أحيانًا التفاصيل الدقيقة أو الروح الأصلية للعمل.
حبكة مترابطة ومركّبة
تتداخل في الرواية عناصر متعددة، تجمع بين الخرافة والعلم، وبين الحب والخوف، وبين قوى الطبيعة وإرادة الإنسان. الأحداث تدور في سياق مأساوي تُظهر كيف يمكن للكوارث الطبيعية، كالإعصار المدمر، أن تجمع أشخاصًا من خلفيات وثقافات مختلفة في مواجهة مصير مشترك. من خلال عائلة أمريكية تتقاطع حياتها مع أسر من مصر والصين ودول أخرى، تقدم الرواية صورة معاصرة للعالم كقرية صغيرة تجمعها الإنسانية رغم اختلافاتها.
رسائل إنسانية وثقافية عميقة
الرواية تتجاوز كونها مجرد قصة عن الحب أو الكوارث، فهي تقدم تأملات حول تأثير الماضي على الحاضر والمستقبل، وتسبر أغوار العلاقات الإنسانية التي تتبلور في أوقات الأزمات. كما تطرح أسئلة عميقة حول دور الإنسان في التلاعب بالمناخ والآثار المدمرة التي يمكن أن يخلفها. وتظهر كيف يمكن للأمل والإيمان بالحب أن يصبحا قوة دافعة لإعادة البناء المادي والمعنوي بعد الهدم.
رواية ملهمة بلغة عالمية
"الإعصار والحب" ليست فقط رواية عن الولايات المتحدة، بل هي حكاية عالمية تسلط الضوء على القواسم المشتركة بين البشر، وتقدم دعوة للتفاهم والتعاون في مواجهة تحديات هذا العصر. بفضل كتابتها المزدوجة، تضع الكاتبة إلهام عبد العال الأدب العربي في سياق عالمي معاصر، لتؤكد أن القصص الإنسانية تتجاوز الحدود اللغوية والجغرافية.
يؤخذ على الكاتبة تأثر السرد لديها بمهنتها كصحفية حيث كانت تعرض لبعض الأحداث بأسلوب تقريري.
باختصار، "الإعصار والحب" ليست مجرد رواية، بل هي دعوة للعيش في عالم أكثر تواصلاً وإنسانية، حيث يربطنا الحب والأمل رغم كل العواصف التي قد تهدد حياتنا.