قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الكونغو تحترق.. كيف أعادت "أم 23" شبح الإبادة الرواندية؟

الكونغو
الكونغو
×

مازالت المعارك مستعرة في أنحاء واسعة من جمهورية الكونغو الديمقراطية، مع تداول أنباء عن سيطرة جماعة "أم 23" المسلحة بمؤازرة قوات رواندية على مدينة غوما شرق البلاد. 

وكانت صحف محلية أوردت أن مطار غوما قد وقع بالفعل تحت سيطرة الجماعة المسلحة منذ الثلاثاء، وتعتبر غوما من المدن الكونغولية الرئيسة في الشرق، وتعرضت منذ الأحد لهجوم عنيف من مقاتلي حركة "أم 23" بدعم من قوات رواندا.

ماذا يحدث في الكونغو وما علاقة حرب الإبادة الرواندية بالمعارك شرق البلاد؟

اتساع رقعة سيطرة "أم 23" شرق الكونغو

تتسارع الأحداث في جمهورية الكونغو الديمقراطية مع اتساع رقعة سيطرة مقاتلي حركة "أم 23" بدعم من رواندا على مساحات شرق البلاد. وحتى اللحظة، يبدو أن مقاتلي الحركة سيطروا على أجزاء استراتيجية من مدينة غوما، شرق الكونغو، بما في ذلك مطار المدينة.

ووفقا لوسائل إعلام متعددة، قالت مصادر أمنية إن مقاتلي حركة "أم 23" استولوا على مطار غوما الثلاثاء، مضيفة أن "أكثر من 1200 جندي كونغولي استسلموا وهم يتمركزون" في قاعدة مطار تابع لبعثة الأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية.

تصعيد خطير في منطقة غنية بالموارد

ويمثل الهجوم الخاطف تصعيدًا كبيرًا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، الغني بالمعادن والموارد الطبيعية والذي نهشته سنوات طويلة من القتال بين الجماعات المسلحة المدعومة من جهات إقليمية متنازعة منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.

وتقع غوما، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها مليون نسمة وكانت تضم نحو 700 ألف نازح داخلي قبل أعمال العنف الأخيرة، على ضفاف بحيرة كيفو على الحدود مع رواندا.

مطالبات دولية بالتدخل العاجل

وقالت فيفيان فان دي بيري، نائبة الممثل الخاص لحماية العمليات في بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية "مونوسكو"، لمجلس الأمن الدولي في نيويورك: "الوضع في غوما يتطلب تدخلاً دوليًا عاجلاً ومنسقًا".

وأضافت أن متمردي حركة "أم 23" إلى جانب القوات الرواندية، شنّوا هجومًا على مدينة غوما يوم الأحد باستخدام الأسلحة الثقيلة، موضحة أن "هذه الهجمات لا تزال تدمر المدينة، مما أسفر عن مقتل وإصابة وتهجير المدنيين وتفاقم الأزمة".

وتسببت الأحداث شرق الكونغو في أزمة إنسانية متصاعدة، إذ حذرت الأمم المتحدة من اضطرار مئات الآلاف إلى ترك منازلهم، ونقص خطير في الغذاء، ونهب للمساعدات، وإرهاق المستشفيات وانتشار الأمراض في غوما وحولها.

تفاقم الأزمة الإنسانية وارتفاع عدد الضحايا

وأسفر القتال العنيف في المدينة عن انتشار أعداد كبيرة من الجثث في الشوارع، بينما هاجم محتجون يشكون من تقاعس دولي في إيجاد حل للأزمة، سفارات في العاصمة كينشاسا.

ووردت تقارير عن ارتكاب مقاتلي "أم 23" أعمال عنف جنسي واغتصاب ونهب للممتلكات، بما في ذلك مستودع للمساعدات الإنسانية، فضلا عن استهداف منشآت إنسانية وصحية في المدينة، بحسب ما ذكره المتحدث باسم مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة ينس لايركه.

إلى ذلك، نُقل أكثر من 100 قتيل ونحو ألف جريح إلى المستشفيات في غوما خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من الاشتباكات، وفقًا لحصيلة أعدتها فرانس برس الثلاثاء استنادًا إلى تقارير المستشفيات.

وخلال مؤتمر صحفي الثلاثاء، قال لايركه: "الوضع الإنساني في غوما والمناطق المحيطة بها لا يزال مقلقًا للغاية، وفي صباح الثلاثاء (كان هناك) إطلاق نار كثيف من الأسلحة الصغيرة وقصف بالهاون في جميع أنحاء المدينة، مع وجود العديد من الجثث في الشوارع". وأضاف أن المستشفيات "تكافح لإدارة تدفق الجرحى".

احتجاجات ضد الصمت الدولي

وكانت العاصمة كينشاسا قد شهدت احتجاجات واسعة النطاق ضد رواندا وحركة "أم 23"، حيث أضرمت مجموعات من المحتجين النار في سفارات رواندا وفرنسا وبلجيكا وكينيا، بذريعة صمت المجتمع الدولي إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في الكونغو الديمقراطية. وعلقت الخطوط الجوية الأوغندية رحلاتها إلى كينشاسا على خلفية أحداث العنف.

شبح حرب الإبادة الرواندية يطل في الكونغو

وحركة "أم 23" هي جماعة مسلحة متمردة، وتعرف أيضًا باسم "جيش الكونغو الثوري" (تأسست بعد انهيار اتفاق السلام الموقع في آذار 2009)، تنشط في المناطق الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وبالأخص في مقاطعة كيفو الشمالية، التي تحد كلا من أوغندا ورواندا، غالبية أفرادها من قبيلة "التوتسي" التي ينتمي إليها الرئيس الرواندي بول كاغامي.

ومنذ اندلاع المعارك، تتهم جمهورية الكونغو الديمقراطية رواندا بالسعي للاستفادة من المعادن الوفيرة في المنطقة، والتي تشمل الذهب والكولتان والنحاس والكوبالت، في حين نفت رواندا هذه المزاعم قائلة إن هدفها هو التصدي لجماعة مسلحة تسمى "القوات الديمقراطية لتحرير رواندا"، وتتألف في المقام الأول من مسلحين من الهوتو، تشكلت في أعقاب الإبادة الجماعية في رواندا.

وتصاعد النزاع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية يثير مخاوف دولية من تفاقم الأزمة الإنسانية والأمنية في المنطقة. بينما تتبادل الأطراف الاتهامات حول الدوافع الحقيقية وراء الصراع، يبقى المدنيون هم الضحية الأكبر لهذا النزاع المسلح المستمر، في ظل دعوات متزايدة لتدخل دولي عاجل لإنهاء الأزمة واحتواء تداعياتها.