قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بوابة رفح شريان حياة للفلسطينيين| تطورات الوضع في غزة بعد عودة النازحين

 عودة النازحين
عودة النازحين
×

منذ اندلاع الأزمة في قطاع غزة، برزت مصر كداعم رئيسي للقضية الفلسطينية، حيث تجسد جهودها الإنسانية في تقديم مساعدات حيوية عبر معبر رفح الحدودي، الذي يمثل نقطة التقاء حيوية بين قطاع غزة والأراضي المصرية.

وفي مشهد يعكس جدارة الدور المصري في دعم الشعب الفلسطيني، تسابق الجهود لتوفير الإغاثة العاجلة لسكان القطاع، عبر تدفق شاحنات المساعدات الإنسانية والبضائع الضرورية.

وهذه الجهود تأتي في وقت حساس، حيث تزداد الاحتياجات الإنسانية في ظل الظروف القاسية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، وتؤكد هذه المبادرات المستمرة على التزام مصر العميق بقضية فلسطين، سواء من خلال الدعم الرسمي أو الشعبي، لتعزيز الصمود الفلسطيني في مواجهة المحن.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن مشهد عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة يعد مشهدا مهيبا، ويعكس تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه.  

وأضاف الرقب- في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هذا المشهد يؤكد أن المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار تسير في الاتجاه الصحيح، ولكن التحدي الأكبر سيكون في المرحلة الثانية بسبب الدور الذي قد يلعبه الضباط الإسرائيليون.

وتابع: "مصر تقدم العديد من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة"، مؤكد أن عودة النازحين إلى ديارهم تعد أفضل رد على التصريحات التي تدعو إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

وأشار الرقب إلى أن كل من القاهرة والدوحة تدخلتا للإفراج عن المحتجزة إربيل يهود، ومن المتوقع أن يتم إطلاق سراحها في بداية الأسبوع المقبل.

ماذا يحدث في معبر رفح؟

 وشهد معبر رفح في الفترة الأخيرة تدفقا متزايدا لشاحنات المساعدات الإنسانية والبضائع الضرورية التي تُعتبر شريان حياة رئيسيا لسكان قطاع غزة.

 وكشفت مصادر مسؤولة أن المساعدات تشمل مجموعة متنوعة من المواد الأساسية مثل المواد الغذائية، الأدوية، المستلزمات الطبية، وغيرها من الأدوات الحيوية التي تساهم في تلبية الاحتياجات اليومية لسكان القطاع.

وهذه المساعدات، التي يتم توفيرها بالتنسيق بين الجهات المصرية والدولية، تمثل استجابة عاجلة لدعم الفلسطينيين المتضررين من العدوان، وتعطى الأولوية للمواد الغذائية والاحتياجات الطبية العاجلة نظرا لتفاقم الأوضاع الصحية في القطاع.

وفي إطار هذا التعاون، تشرف فرق متخصصة على تسريع عملية إدخال هذه المساعدات، مما يضمن توزيعها بشكل عادل على جميع المحتاجين داخل قطاع غزة. لكن الدعم المصري لم يقتصر على الجهات الرسمية فقط، فقد أظهر الشعب المصري تضامنا قويا مع أشقائه الفلسطينيين، من خلال تبرعات عينية ومالية ومشاركة فعالة في تجهيز القوافل الإغاثية، مما يعكس عمق التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية.

من أبرز المبادرات الإنسانية التي وصلت إلى معبر رفح قافلة "صندوق تحيا مصر"، التي تُعد واحدة من أكبر قوافل الدعم الموجهة للأشقاء الفلسطينيين تحت شعار "نتشارك من أجل الإنسانية".

وتضم القافلة شاحنات محملة بكل ما يحتاجه سكان غزة من مواد غذائية، أجهزة ومستلزمات طبية، أدوية، أغطية، ملابس، وأغذية خاصة بالأطفال، وهذه القافلة تمثل جزءا من الجهود المصرية المستمرة لدعم قطاع غزة.

كما شهد الطريق الدولي العريش-رفح حركة دؤوبة لشاحنات القوافل، جنبا إلى جنب مع سيارات الإسعاف، في مشهد يعكس التزام مصر الكامل في تقديم الدعم الإنساني، ومنذ بدء وقف إطلاق النار في 19 يناير 2025، لم تتوقف حركة الشاحنات، مما يعكس إصرار مصر على تقديم الدعم الكامل للقطاع.

أما عن  الجانب الطبي، تم تجهيز سيارات الإسعاف بأحدث المعدات لنقل الجرحى والمرضى إلى المستشفيات المصرية لتلقي العلاج، وأكد المسؤولون في قطاع الإسعاف أن الفرق الطبية تعمل على مدار الساعة لضمان تقديم الخدمات الصحية اللازمة. 

كما تم تخصيص فرق طبية مدربة للتعامل مع الحالات الطارئة والحرجة فور وصول المرضى إلى الجانب المصري، مما يبرز التزام مصر بتقديم الدعم الطبي بشكل فاعل.

كما شهد معبر رفح أيضا وصول شحنات مساعدات من مختلف الدول العربية والمنظمات الدولية، مما يعكس تضامنا إنسانيا واسعا مع الشعب الفلسطيني، وهذه المساعدات شملت إمدادات طبية، مواد غذائية، ومستلزمات إغاثية، تعد ضرورية لسكان القطاع في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.

ومن جانبه، أكد اللواء خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، على التزام مصر بدورها الإنساني تجاه الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن التخطيط المسبق على مستوى القطاعات في محافظة شمال سيناء، مثل تطوير ميناء العريش البحري ومطار العريش الجوي، ساهم بشكل كبير في تسهيل استقبال المساعدات وتوزيعها على مستحقيها.

وأضاف المحافظ، خلال تصريحات له، أن هناك تنسيقا مستمرا مع الجهات المعنية لضمان سرعة دخول المساعدات وتوزيعها على السكان داخل قطاع غزة، مؤكدا أن مصر تلتزم بدورها الإنساني والتاريخي في دعم الشعب الفلسطيني في كافة المجالات.  

ومن جانبها، أكدت جمعية الهلال الأحمر المصري التزام مصر المستمر في دعم الأشقاء الفلسطينيين، يعمل الهلال الأحمر المصري بشكل وثيق مع المنظمات الدولية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها في غزة، ويقوم بتنسيق الجهود الإنسانية لضمان تقديم الدعم اللازم في أسرع وقت ممكن.

وتعتبر خطوط وصول المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح من أهم المسارات الحيوية التي تمر بها الإمدادات الإنسانية، إذ يظل معبر رفح نقطة عبور رئيسية للمساعدات التي يتم شحنها عبر شاحنات محملة بالمؤن والاحتياجات الضرورية، ومنها إلى المخازن اللوجستية في العريش، التي تمثل نقطة انطلاق رئيسية لتوزيع المساعدات، ومن ثم يتم نقلها عبر المعبر إلى غزة.

 والجدير بالذكر، أن الجهود المصرية على معبر رفح تعد نموذجا للتضامن الإنساني الإقليمي والدولي، حيث لم تتوقف المبادرات الإنسانية منذ بداية الأزمة، بل تضاعفت مع مرور الوقت لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها في قطاع غزة. 

وما تقوم مصر به من جهود يعكس التزاما قويا بالدور الإنساني الذي تلعبه في دعم الشعب الفلسطيني، ويؤكد على أهمية التضامن العربي والدولي في مواجهة التحديات الإنسانية.