يُعد شهر شعبان من الأشهر الفضيلة التي تهيئ المسلم لاستقبال شهر رمضان الكريم، حيث يُستحب فيه الإكثار من العبادات والطاعات مثل الصيام، التلاوة، القيام، الذكر، والدعاء.
وأكد العلماء أن تدريب النفس على الصيام في شعبان يسهم في تسهيل الصيام خلال رمضان، خاصة وأنه شهر متصل به في المناخ وطول النهار.
فضل أعمال شهر شعبان يمتد ليشمل قراءة القرآن ومدارسته، حيث ينصح العلماء بمحاولة ختم المصحف في هذا الشهر لتيسير ختمه مرة أخرى في رمضان، فالتعود على قراءة القرآن يمنح القلب طمأنينة ويشرح الصدر.
كما أن الذكر يعتبر من العبادات التي تعين المسلم على التقرب إلى الله، استنادًا لقوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}، وقول النبي ﷺ: «لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ».
وقد شدد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، على أهمية الاستعداد لشهر رمضان من خلال اغتنام شهر شعبان في الطاعات.
وأشار إلى أن النبي ﷺ كان يهتم بشهر شعبان اهتمامًا خاصًا، حيث ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها أنه كان يُحصي أيامه ويكثر من الصيام فيه، حتى إنه كان يصوم شعبان كله في بعض السنين.
وأضاف جمعة أن النبي ﷺ كان ينبه على التهيؤ لرمضان، حيث قال: «إذا انتصف شعبان فلا تصوموا»، مشيرًا إلى أن ذلك خاص بمن ليس له عادة في الصيام أو قضاء لما عليه.
واختتم جمعة حديثه بالتذكير بأن شهر شعبان شهد العديد من الأحداث المباركة، منها تحويل القبلة، حيث أكرم الله نبيه ﷺ واستجاب لدعائه.
ودعا المسلمين إلى الاستفادة من نفحات هذا الشهر بالعودة إلى الله والاستعداد لاستقبال رمضان بقلوب مطمئنة ونيات صادقة.