يثير الفضاء تساؤلات لا تنتهي، وآخر الاكتشافات العلمية قد حملت في طياته أصداءً غريبة وشذرات غير مألوفة أثارت دهشة العلماء.
وفي تصريح حديث، أشار علماء فلك أمريكيون، إلى أن الفضاء يبدو وكأنه يعزف موسيقى خاصة به، حيث تُشبه أصواته تغريد الطيور، بينما تأتي تقارير رواد الفضاء لتصف رائحته بأنها مزيج غريب من "اللحوم المشوية" و"معادن ساخنة"، في ظاهرة تثير الدهشة والخيال العلمي، بحسب ما نشرته صحيفة dailymail.
موجات كورس: أصوات تتخطى السمع البشري
يقول الباحثون إن موجات البلازما، المعروفة باسم "موجات كورس"، تعمل بتردد مشابه لنطاق السمع البشري، وعند ترجمتها إلى إشارات صوتية، تصدر أصواتًا أشبه بزقزقة الطيور.
هذه الأصوات تم التقاطها من أعماق الفضاء، على بُعد 62 ألف ميل من الأرض، وهي مسافة لم تُستكشف بهذا الشكل من قبل.
عالم الفيزياء الفضائية أليسون جاينز من جامعة أيوا، الذي لم يشارك في الدراسة، يصف هذا الاكتشاف بأنه "يفتح الباب أمام أسئلة جديدة حول فيزياء الفضاء"، مشيرًا إلى أن المجال المغناطيسي للأرض قد يكون المفتاح لفهم هذه الظاهرة.
أسرار مغناطيسية وملاحظات فضائية
الاكتشاف الأخير تم بواسطة أقمار ناسا الصناعية متعددة المقاييس المغناطيسية، التي أُطلقت في عام 2015 لاستكشاف العلاقة بين المجالات المغناطيسية للأرض والشمس. المثير للاهتمام أن موجات مشابهة تم رصدها بالقرب من كواكب أخرى، مثل زحل والمشتري، مما يطرح تساؤلات حول دور هذه الموجات في تشكل الظواهر الفضائية.
وفقًا للباحث تشنغ مينغ ليو من جامعة بيهانج، فإن هذه الموجات "من بين الأكثر قوة وأهمية في الفضاء"، حيث يُعتقد أنها تُنتج إلكترونات عالية الطاقة قد تعيق الاتصالات الفضائية.
روائح الفضاء: بين اللحوم والمعادن
من جهة أخرى، قدم رواد الفضاء تقارير مثيرة عن الرائحة الغريبة للفضاء، التي تُشبه مزيجًا من اللحوم المطهية والمعادن الساخنة. ووفقًا لرائد الفضاء توماس جونز، فإن العودة إلى محطة الفضاء الدولية تصاحبها رائحة تُشبه الأوزون أو الكبريت. وأشارت وكالة ناسا إلى أنها تعمل الآن على إعادة إنتاج هذه الرائحة على الأرض لأغراض التدريب.
عالم مليء بالأسرار
ما زال العلماء يبحثون عن تفسير لهذه الظواهر الغامضة التي تجعل الفضاء يبدو أكثر حيويةً مما كان يُعتقد. هل هي إشارات من كائنات حية؟ أم أنها مجرد صدى لأحداث فيزيائية معقدة؟ الفضاء لا يزال يحتفظ بالكثير من أسراره التي لم تُكشف بعد، مما يجعلنا نتطلع إلى مزيد من الاكتشافات.