داخل أروقة المفاوضات المستمرة بين حركة الجهاد الإسلامي والوسطاء الدوليين، تتكشف تفاصيل جديدة حول مصير الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود المحتجزة لدى جناح المقاومة الفلسطينية منذ أسابيع.
وفي تصريحات صحفية تداولتها مواقع اخبارية عالمية، قال محمد الهندي، نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، إن الأسيرة على قيد الحياة، مؤكدًا استعداد الحركة للتجاوب مع أي ترتيبات توافق عليها الأطراف الوسيطة، بهدف إزالة ذرائع الاحتلال وعرقلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح الهندي أن الجهاد الإسلامي قدّمت للوسطاء عرضًا بالإفراج عن أربيل يهود قبل يوم السبت المقبل، مقابل إطلاق سراح 30 أسيرًا فلسطينيًّا، مع فتح ممر نتساريم والسماح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة.
وشدد الهندي على أن تأخر إسرائيل في تنفيذ الاتفاقات يعكس محاولة واضحة لعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار وإبقاء النازحين بعيدين عن منازلهم في شمال القطاع.
وكشفت مصادر مطلعة، وفقًا لتقرير نشره موقع سكاي نيوز، عن أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي اتفقتا على إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود قبل 24 ساعة من تنفيذ الدفعة الثالثة من اتفاق تبادل الأسرى المقررة يوم السبت المقبل.
والصفقة تتضمن الإفراج عن يهود مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من أصحاب الأحكام المؤبدة وبدء تنفيذ ترتيبات المرحلة الأولى من عودة النازحين إلى شمال القطاع.
وبحسب بيان مشترك صدر عن سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وألوية الناصر صلاح الدين، فإن الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود أُسرت برفقة زميلها خلال عملية نفذتها وحدة مشتركة من عناصر المقاومة.
الحركة أكدت استعدادها لتسليم الأسيرة للجانب الإسرائيلي فور التوصل إلى اتفاق نهائي بين الوسطاء (مصر، قطر، والولايات المتحدة).
وفي ظل هذه المفاوضات، تتهم إسرائيل المقاومة الفلسطينية باستخدام ملف الأسيرة أربيل كذريعة لتعطيل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصًا فيما يتعلق بعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة. الاحتلال لم يسلم الأسيرة ضمن الدفعات السابقة من الأسرى الفلسطينيين، متحججًا بإخفاق الأطراف الفلسطينية في تقديم ضمانات واضحة حول سلامتها.
وتبدو قضية أربيل يهود على أعتاب الحل، وفق تصريحات الهندي، الذي أكد انتظار رد عملي من الوسطاء بشأن الملفات العالقة، وأبرزها السماح بعودة النازحين الفلسطينيين إلى ديارهم.
وفي غضون ذلك، تتواصل الجهود المكثفة من الوسطاء لتحقيق تقدم في المفاوضات، فيما يبقى الشارع الفلسطيني والإسرائيلي يترقبان بحذر نتائج الساعات المقبلة.