شارك نيافة الأنبا عمانوئيل عياد، مطران إيبارشية طيبة للأقباط الكاثوليك، وبصحبته الأب ماركو ناجي، وكيل عام الإيبارشية، في منتدى دندرة الثقافي التاسع تحت عنوان "الوعي مدخَلُ العقل لإدراكِ فَهِيْمٍ"، حيث ألقى نيافته كلمة حول موضوع المنتدى، جاء فيها:
بسم الله الواحد الخالق الذي نعبده جميعًا مصدر الحياة ويجمعنا في كيان واحد وهو الأخوة الإنسانية. يسعدني ويشرفني اليوم أن أكون ههنا في هذا المكان الذي يحتل معنويًا مكانة خاصة في قلبي، ووسط أخوات وأخوة أعزاء، وأسمحوا لي في البداية أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير والامتنان إلى منتدى دندرة الثقافي، وعلى راسهم سمو الأمير هاشم الدّندراويّ، رئيس مركز دندرة الثقافي، وكافة المسؤولين معه، على الدعوة الكريمة، وعلى ما يقدمونه من ثقافة وعلم وفكر حضاري على شتى المستويات.
مركز دندرة هذا الصرح الذي يمثل منصة حيوية للفكر والثقافة في مجتمعاتنا. إن لقاء اليوم معكم هو فرصة ثمينة للتعبير عن امتناني لكل الجهود المبذولة، من قِبل القائمين على المنتدى، الذين يسعون بكل إخلاص لنشر المعرفة، وتعزيز الوعي الثقافي والفكري بين نسيج المجتمع.
منتدى دندرة الثقافي ليس مجرد مكان للحديث والنقاش، بل هو مصدر إلهام حقيقي لكل من يسعى للنمو الفكري والتفاعل مع القضايا الثقافية والاجتماعية، ومن خلال هذه المنصة، أصبح لدينا الفرصة للتواصل، وتبادل الأفكار والرؤى، مما يسهم في إثراء الحوار، وتعزيز الوعي الجماعي.
إن موضوع الوعي لهو جوهريٌ بالنسبة للإنسان لأن الوعي هو أحد أعظم القوى التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات. هو المدخل الأول للعقل في إدراك الفهم، ويعني قدرة العقل على الإحساس بذاته، وبالعالم من حوله. ومن خلال الوعي، يبدأ العقل في التفاعل مع الأفكار والمشاعر والأحداث، التي تحدث من حوله، مما يساعد الفرد على فهم ذاته بشكل أعمق وتحديد مساراته المستقبلية.
الوعي ليس مجرد حالة عابرة، بل هو عملية معقدة تتشكل من تفاعل عوامل عديدة داخلية وخارجية. يشمل الوعي الذاتي، حيث يصبح الفرد مدركًا لوجوده وأفعاله، وكذلك الوعي بالآخرين من خلال التفاعل مع المحيط الاجتماعي. كما يمتد ليشمل الوعي بالقضايا المجتمعية، مما يتيح لنا المشاركة الفعّالة في محيطنا الاجتماعي، وتحديد أدوارنا في تحسين بيئتنا.
في النهاية، إن الوعي ليس مجرد فهم بسيط للعالم من حولنا، بل هو أداة قوية تسمح لنا بالتفاعل معه بوعي وحكمة. ومن خلال تطوير وعينا وتوجيهه، نستطيع أن نحقق التوازن الداخلي، والتقدم المستمر على مستوى الذات والمجتمع.
وفي نهاية كلمتي أتمنى لمنتدى دندرة الثقافي دوام التوفيق والنجاح في مسيرته الثقافية والعلمية، وأن يظل دائماً منبرًا للإبداع والتبادل الفكري.
ختامًا: “وإذ نحن اليوم نحتفل في مصرنا الحبيبة بالعيد الثالث والسبعين للشرطة والرابع عشر لثورة الخامس والعشرين من يناير، نصلي إلى الله عز وجل، أن تكون هذه المناسبة ملؤها الخير والسلام والأمن والأمان، والتقدم والازدهار في جميع ربوع مصرنا الحبيبة، ويمد يد العون لقياداتها، من أجل مستقبل مشرق، راجين من الله الرحيم، أن يمنح السلام لشعب فلسطين الشقيق، والعالم أجمع. مع كل الشكر والتقدير لحضراتكم جميعًا ودمتم في حفظ الله”.