قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الأزهر يناقش جهود الأشاعرة في إثراء الحضارة الإسلامية بمعرض القاهرة للكتاب

جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
×

نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، اليوم السبت، ندوة في سلسلة قراءة في كتاب، «من جهود الأشاعرة في إثراء الحضارة  الإسلامية» وهو من الإصدارات العلمية للأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر، حيث حاضر في الندوة؛ أ.د محمد عبد الحفيظ، أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بالقاهرة، والدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، وأدار الندوة الدكتور صلاح عبد المولى الشورى، المدرس بقسم التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر.

وقال الدكتور حسن يحيى، إن المذهب الأشعري يمثل وسطية فكرية بعيدة عن التطرف والإقصاء، ويتبنى مفهوم التعددية الكلامية، حيث لا يكفر أحدًا، ويرتكز على عقائد أهل السنة والجماعة، وقد تبنى الأزهر الشريف هذا المذهب لأنّه يعكس العقيدة الصحيحة ويعزز من استقرار الأمة، كما ساهم في وحدة الأمة وتقليص الفجوات العقدية.

وأوضح الأمين العام المساعد للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أن فكر الإمام الأشعري، كان قادرًا على التوفيق بين النصوص العقلية والنقلية، ويُعد نموذجًا مهمًا في التفكير الإسلامي المعتدل، حيث يعزز من قيمة التعايش الفكري بين مختلف الاتجاهات والمذاهب، ومن خلال تتبعنا لعلماء الأشاعرة، نجد أنهم كانوا دائمًا مثالًا للرقي في التعامل، حتى مع خصومهم الفكريين، وجسّدوا أدبًا عظيمًا في الحوار وتبادل الآراء، وأكدوا على أهمية احترام التعددية الفكرية، وهذا الموقف لم يكن فقط دليلًا على نبل الأخلاق، بل كان أيضًا حافزًا لفتح أبواب النقاش البناء والتفاهم بين مختلف التيارات الفكرية، مما يعكس جوهر المذهب الأشعري في كونه مذهبًا وسطًا يدعو للوحدة والاحترام المتبادل، ولعب دور حيوي في الحفاظ على الأمن الاجتماعي والأيديولوجي من خلال تقديم أطر عقلية مع احترام تام للنصوص الشرعية، مما جعله مذهبًا جامعا يُعزز من فهم الأمة لرسالتها ويحقق استقرارها الفكري والديني.

من جانبه أشار الدكتور محمد عبد الحفيظ، إلى أن هناك جهودًا حثيثة لعلماء الأشاعرة في الحفاظ على التراث الإسلامي والتصدي للهجمات الخارجية، وقد لعب علماء الأشاعرة دورًا كبيرًا في صد الهجمات الفكرية ومواجهة التحديات المختلفة، التي تعرض لها الفكر الإسلامي على مر العصور، وكان للأشاعرة دور محوري في تحقيق استقرار الأمة ووحدتها، وكانوا في طليعة المدافعين عن هذا الفكر، وسعوا جاهدين إلى الإعداد الفكري والمعنوي لجماهير الأمة، وكانوا على دراية عميقة بضرورة تهيئة المجتمع لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والروحي في مواجهة هذه التحديات.

وأضاف أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن علماء الأشاعرة كان لهم الدور الكبير في تقديم مؤلفاتهم ومحاضراتهم العلمية للعالم كله ليكونوا خير معين لحكام وسلاطين الأمة الإسلامية في مواجهة الهجمات المختلفة، سواء كانت ثقافية أو عسكرية، فقد حرصوا على تعزيز الأمن الاجتماعي وتهيئة النفوس للاستقرار في ظروف صعبة، واهتموا بالعلوم المختلفة التطبيقية والشرعية  والعقلية، وطالبوا بتحقيق التكامل وعدم إهمال أي علم منها، وذلك من خلال تأصيل الفكر الوسطي المعتدل، مؤكدًا أن هذا الجهد الكبير للأشاعرة ساعد في الحفاظ على الهوية الإسلامية وترسيخ أسس الاستقرار في المجتمع الإسلامي على مر العصور.

ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.