في تصعيد جديد للأحداث في الضفة الغربية، فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حظر تجوال مشدد على مخيم جنين صباح امس، وسط تهديدات مباشرة بإطلاق النار على أي شخص يخالف الأوامر العسكرية.
هذه الإجراءات تأتي في سياق سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تصاعدت في الفترة الأخيرة، ما يترك آثارًا إنسانية ونفسية كارثية على سكان المخيم والمناطق المحيطة.
الوضع الإنساني في المخيم
يعيش مخيم جنين حالة من الشلل الكامل، حيث أغلقت قوات الاحتلال مداخل المخيم ونشرت قناصة على أسطح المنازل.
يُمنع السكان من الخروج لتلبية احتياجاتهم اليومية الأساسية، مما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية. الأطفال، الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان المخيم، يعيشون في حالة من الخوف المستمر، مع سماع دوي إطلاق النار والمواجهات بين الحين والآخر.
وتحدث أحد سكان المخيم قائلاً: *"لا يمكننا حتى الخروج لشراء الحليب للأطفال. نعيش تحت تهديد السلاح وكلما حاول أحدنا كسر حظر التجوال، يتم استهدافه. الوضع كارثي، ولا نعلم كيف ستنتهي هذه المأساة."
وفيما يروي أحد العاملين في المجال الطبي: *"نعاني من صعوبة بالغة في الوصول إلى المرضى والمصابين. هناك مرضى بحاجة إلى غسيل كلى وآخرون في حالة حرجة، لكننا نُمنع من نقلهم إلى المستشفيات."*
التداعيات على استقرار الضفة الغربية
التصعيد في جنين ليس حدثًا معزولًا، بل يمثل جزءًا من سياسة إسرائيلية أوسع تُمارس في الضفة الغربية.
الهجمات المستمرة والاعتقالات العشوائية تساهم في تأجيج الغضب الشعبي، مما يهدد بتصاعد العنف وانتقال المواجهات إلى مدن ومناطق أخرى. المحللون السياسيون يحذرون من أن هذه السياسات الإسرائيلية تقوّض فرص أي تسوية سلمية مستقبلية وتزيد من حالة عدم الاستقرار.
وتأتي هذه التطورات وسط انتقادات دولية خجولة، حيث أعربت بعض الدول عن "القلق"، لكنها لم تتخذ أي خطوات ملموسة للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها. هذا الصمت الدولي يشجع الاحتلال على مواصلة سياساته دون رادع.
مشهد يزداد تعقيدًا
مع استمرار التصعيد الإسرائيلي، يتفاقم الوضع الإنساني في مخيم جنين وتتعالى دعوات الفصائل الفلسطينية للرد على هذه الانتهاكات.
في الوقت نفسه، يبقى سكان المخيم في مواجهة يومية مع الاحتلال، محاصرين بين واقع الحصار وأمل في غد أفضل.