درة لـ صدى البلد :
وثيقة تاريخية عن معاناة الشعب الفلسطينى
كنت أتمنى التصوير فى قطاع عزة
الإخراج لم يكن سهلا بالنسبة لى
الفنانة درة صاحبة فلسفة خاصة، تعشق التحدى، تمتلك قدرات فنية جعلتها واحدة من أبرز النجمات على الساحة الفنية، ولكونها تبحث دائما عن التفرد وتحقيق الانجازات على المستوى المهنى، قررت أن تخوض تجربة فريدة من نوعها ولكن هذه المرة خلف الكاميرا وليس أمامها، لتجلس بمقعد الإخراج من خلال فيلمها الأول “وين صرنا”، وتعيش عالم أخر مليئ بالسحر والإبهار، وبرغم المعاناة التى تعرضت لها بسبب تنفيذ فيلمها الإخراجى الأولى الا أن الإبداع يولد دائما من رحم هذه المعاناة، لتقدم لجمهورها عملا وثائقيا معبرا عن القضية الفلسطينية ومدى الأوجاع والآلام التى تعرضوا لها، عن هذه التجربة وصعوباتها تحدثنا درة.
كيف بدأت فكرة تقديم فيلم عن القضية الفلسطينية وتتولين إخراجه ؟
بدأت الفكرة عندما تواصلت مع نادين، إحدى أفراد العائلة الفلسطينية التي هجرت من فلسطين إلى مصر بعد اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر، وتحدثت لي عن معاناتهم وآلامهم التي لا تعد ولا تحصى، ومع مرور الوقت وازدياد علاقتي بهذه العائلة وتعلقهم بي، قررت أن أقدم قصتهم في عمل فني. كانت تلك فرصة حقيقية لدعم القضية الفلسطينية بطريقة غير تقليدية، مما دفعني إلى حلم طالما راودني: تجربة الإخراج، ولم يكن الإخراج في حد ذاته سهلًا بالنسبة لي، لكن الحلم تحقق من خلال فيلم وثائقي، وهو نوع سينمائي يتطلب مقاربة إخراجية وإنتاجية مختلفة عن الأفلام الروائية، وبدأت دراسة هذا النوع من الأفلام، إذ يمتلك لغة سينمائية خاصة. قررت أن أبدأ بتوثيق القصة عبر جلسات مع العائلة، بالإضافة إلى تصوير مشاهد من غزة، واخترت أن يظهر الفيلم من خلال أفراد العائلة أنفسهم دون الاستعانة بممثلين، ليكون العمل أكثر صدقًا وتأثيرًا”.
وماذا عن الصعوبات التى واجهتك أثناء تصوير العمل ؟
واجهتنى تحديات عديدة أثناء تصوير بعض المشاهد داخل قطاع غزة، حيث لم أتمكن من التواجد هناك بشكل شخصي، مما دفعنى إلى الاستعانة بمصور داخل القطاع ليقوم بتوثيق الانفجارات والاعتداءات، مما منح المشاهد طابعًا واقعيًا حقيقيًا، وأن من أبرز الصعوبات التي اعترضتني كانت استحالة إعادة تصوير أي مشهد، كما يحدث في الأفلام الروائية، بسبب تتابع الأحداث بشكل سريع والقصف المتواصل على القطاع، بالإضافة إلى إغلاق المعابر، مما حال دون القدرة على التعديل أو إعادة المشاهد في حال حدوث خطأ تقني، وكان لدي رغبة في إضافة مشاهد أخرى، لكن غلق المعبر حال دون ذلك، رغم كل هذه التحديات، تمكنت في النهاية من إخراج العمل إلى النور، ليبقى شاهدًا على ما مر به القطاع.
فيلم وين صرنا تضمن عدد من المشاهد التى توضح معاناة الشعب الفلسطينى والتى تعاطف معها الجمهور.. كيف كان تعاملك معها ؟
كنت حريصة على اختيار مشاهد العمل بعناية شديدة وركزت بشكل كبير على اللحظات المليئة بالانفعالات والمشاعر والأحاسيس الإنسانية التى تعبر عن الشعب الفلسطينى ككل وليس العائلة التى ظهرت بالفيلم فقط، وتم تصوير أكثر من عشر ساعات واخترت فقط ساعة وثلث ليكون أكثر تأثيرا وحتى لا يشعر المشاهد بالملل واهتميت بالتفاصيل مختلفة تخص العائلة الفلسطينية القائم عليها الفيلم، وخاصة ركزت على دور المرأة والمعاناة التى تتحملها أثناء الحرب.
ما الفارق بين تجربتك الإخراجية والتمثيلية؟
لكل منهما متعة خاصة حيث أرى ان تجسيد شخصية على الشاشة وأن تعيش معها كل تفاصيلها وحواسها لها متعتها الخاصة خاصة عندما تحقق المرادج منها وهو ان يتفاعل معها الجمهور، أما الإخراج فها تجربة كانت بالنسبة لى مؤجلة وعندما تجسدت فى فيلم “وين صرنا” شعرت بمتعة خاصة لان العمل خلف الكاميرا له متعته أيضا حيث يحملك مسئولية أكبر خاصة أن المخرج مسئول عن كل تفاصيله فى العمل بعكس الممثل الذى يتعمل عبء تجسيد الشخصية فقط، وأرى أن كل منهما له متعته ومذاقه المختلف.