قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كريمة أبو العينين تكتب: جيش الكلمات

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين
×

كان وقع هذه العبارة “جيش الكلمات” التى ذكرتها وأكدت عليها كثيرا روث وايس، الدكتورة اليهودية الأشهر فى جامعة هارفارد. 

وايث بدأت حديثها فى محاضرة لها شهدت إقبالا واسعا من محبى إسرائيل والموالين لها، وقالت فى بداية حديثها: 

"إن واجبكم أن تجعلونا نحن الأصلح والأفضل دوما، ولكن كيف يتم ذلك؟ هذا ما سأوضحه لكم فانصتوا إلي جيدا.

نحن دولة صغيرة لا تكاد ترى على الخريطة، محاطون بكل من يريد لنا الفناء والنهاية، نحن نحب الحياة ونسعى من أجل إقرار هذا الحب الممنوع لأن من يجاورونا لم يحبونا ولن يحبونا، ولذا فلا بد أن نعمل معا من أجل دولتنا المحاصرة بأعدائنا وكارهينا". 

ووجهت حديثها إلى يهود أمريكا وطلبت منهم أن يخدموا فى الجيش الإسرائيلى لمدة ثلاث سنوات ليروا بأنفسهم مدى ما يعانونه من جو محاط بالكراهية من كل جانب.

واستطردت المحاضرة اليهودية مؤكدة أنها لا تقصد الجيش النظامى ولكنها تقصد جيشا من نوع آخر يسمى “جيش الكلمات”، ذلك الجيش يطلب من المنتمين إليه الانضمام إلى الكتيبة الأم الممثلة فى الولايات المتحدة الأمريكية والتى تضم هذه المدارس التى يقوم عليها مخلصون يربون أجيالا تكون كل مهمتهم أن يوضحوا للدنيا كلها أنهم كيهود صالحون وطيبون ولا يريدون سوى العيش فى سلام.

وأضافت: “مهمتكم ليست أن تظهروا أنكم جيش الكلمات صالحين، ولكن أن تعملوا على ان نكون نحن يهود العالم كله يبدون فى أعين الدنيا كلها أناسا صالحين لا يريدون سوى تنفس هواء سلام وأمان بعد ما عشناه قديما من قتل وهولوكست”.

وتمادت فى النصائح وذكرت لهم ضرورة أن يبدأ عملهم من الجامعات وتلقين الطلاب مبادئ جيش الكلمات.

وأوضحت لهم، فى محاضرتها التى جاءت بعد توقيع اتفاق الهدنة بين قوات الاحتلال وحماس، أن “العالم يتغير وأن التغيير يلزمه سياسة جديدة لمواكبة التغير والتغيير  الذى أصبح يهدد ما عملت عليه إسرائيل وداعميها منذ عقود طويلة، وكيف أن ما رسخته تل أبيب فى عقول البشرية جمعاء عن مظلوميتها ومعاناتها أصبح الآن فى محل البحث وعدم التصديق الكلى، هذه المرحلة تستلزم تغييرا يواكبها ويلتقط من بعض مراحلها سلاحا جديدا نضعه فوق رقاب الكارهين لنا بالحجة والدليل بأننا مضطرون ليس إلا”. 

ووسط إعجاب الحضور أكدت وايس وهى تمسح دموعها أن “عليكم مهمة ثقيلة جيش الكلمات أن تجنبوا إسرائيل خوض أى حرب، اعملوا أنتم على تجنيد العالم كلها معها ومؤازرتها، تلك الدولة الصغيرة التى لا تكاد ترى على خريطة العالم والتى تشبه والدو تلك اللعبة التى كنا نلعبها صغارا ونبحث فيها عن والدو ونخوض مباراة طويلة من أجل إظهاره وإعادته إلى مكانه”. 

دكتور وايس واحدة من آلاف إن لم يكن ملايين اليهود الذين يبذلون جهودا جبارة من أجل بلادهم إسرائيل إن كان علينا الاعتراف بها كدولة.

وايس لا بد أن نرفع لها القبعة لأنها وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ ودلالات وبكل ما تحمله من ألم وحزن على ما صار عليه وضع منطقتنا التى أصبحت فى وضعية مخيفة ومثيرة للقلق، فبنظرة على كل ما حول بلادنا نجد أن الصهاينة ومن معهم قد استباحوا سوريا وانتهكوا حرمات لبنان ودمروا غزة وتعمل أياديهم فى السودان على تقطيعها إلى دويلات صغيرة، ناهيك عن النية المبيتة لليبيا واللعب بأمنها بطرق مختلفة وخبيثة.

 هى إذن ليست مجرد حربا تنتهي بإعلان وقف إطلاق النار وانسحاب الجنود وتهنئة المنتصر، ولكنها حرب أخرى يعمل فيها جيش مدرب على استخدام الكلمات بنفس قدرة استخدام السلاح، جيش الكلمات العالمى الموالى لدولة الاحتلال انتشر وواصل عمله بأسلحة جديدة فتاكة لن تبقى ولن تذر إلا من رحم ربى.. اللهم فاشهد.. اللهم إنى قد بلغت.