يظل يوم الخامس والعشرين من يناير عيدًا للشرطة ويوما لتجسيد أروع صور البطولة والكرامة والتضحية الوطنية عبر الأجيال.... في عيد الشرطة الثالث والسبعين، نقدم تحية تقدير وإعزاز لرجال شرطتنا المصرية، العين الساهرة على أمننا، ونتترحم على كل شهيد من رجال الأمن قدم نفسه فداء لوطنه.
القصة تبدأ من معركة الإسماعيلية عام 1952، التي كانت رمزًا لمقاومة وصمود رجال الشرطة المصرية بمساندة المواطن المصري، عندما رفضت رجال الشرطة المصرية في مدينة الإسماعيلية تسليم أسلحتهم للإنجليز خلال مقاومة الاحتلال البريطاني.... مما أسفر عن استشهاد خمسين شرطيًا وسقوط 80 مصابًا. ومنذ ذلك الحين أصبح هذا اليوم عيدًا للشرطة المصرية.
حتى يوم الخامس والعشرين من يناير 2011، الذي بدأ بمظاهرات بدأت بشباب واعٍ يطالب ببعض الإصلاحات في البلاد، ثم تحولت المظاهرات لثورة وسرقت الثورة من جماعة الإخوان المسلمين الذين طمعوا في السلطة، فتطور الأمر إلى المطالبة بإسقاط النظام آنذاك.... لم تكن ثورة يناير لها زعيم حقيقي كأحمد عرابي وسعد زغلول لقيادتها ورسم خارطة الطريق التي تضمن الاستقرار للوطن، فعمّت الفوضى في أرجاء البلاد، ورحل الكثير من شبابنا الوطني ضحية الانجراف وراء التيار.
ما حدث أثناء أحداث يناير من انفلات أمني وسرقات وجرائم في الشوارع أثناء غياب الشرطة، جعل المواطن المصري يدرك أهمية دور الشرطة المصرية في تأمين الشوارع وضبط المجرمين والخارجين عن القانون، خاصة بعد أن اضطر كل مواطن مصري شريف للنزول إلى الشارع لتأمين بيته وأسرته.... وعندما عادت الشرطة المصرية بالتدريج، قادت معارك ضد الإرهاب والتخريب خاصة أثناء فترة حكم الإخوان وبعد ثورة يونيو 2013 وما بعدها.... وكان النضال من أجل عودة الثقة في جهاز الشرطة التي زعزعها الإرهاب، وعودة الأمن والأمان إلى الشارع المصري.
مصر الآن في عهد الرئيس السيسي لديها شرطة قوية وعملاقة تواكب الجمهورية الجديدة، وما حدث من تطوير في المنظومة الأمنية وتجديد لأقسام الشرطة وتطوير كفاءة رجال الأمن وقدراتهم الأمنية والقتالية في مكافحة الإرهاب، أعاد للدولة هيبتها وجعلنا نطمئن على مصر وأمنها واستقرارها.
تحية تقدير وإحترام لرجال وزارة الداخلية، العيون الساهرة على أمننا وأماننا الداخلي.... شكراً لكل شهيد من رجال الشرطة المصرية قدم روحه فداء لوطنه ولحماية أبناء وطنه.... تحيا مصر القوية بشعبها وقيادتها ومؤسساتها.