نظم معهد بحوث المحاصيل الحقلية التابع لمركز البحوث الزراعية ورشة عمل تعريفية لمخرجات المشروع الدولي لنبات الشيا تحت عنوان "نظام مدمج للشيا والمشروم المحاري في سلسة القيمة الغذائية المستدامة في أفريقيا".
يأتي ذلك في إطار توجيهات وزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق، والدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، بدعم التعاون مع الدول الأفريقية الشقيقة، وبرعاية الدكتور علاء خليل، مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية، والدكتور ولاء شتا، المدير التنفيذي لصندوق العلوم والتكنولوجيا والابتكار، والدكتورة كلارا عزام، الباحث الرئيسي للمشروع ورئيس قسم الخلية بمعهد المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية.
وفي الكلمة الافتتاحية، التي ألقتها الدكتورة هالة أبو يوسف، مدير المعمل المركزي للمبيدات، نيابة عن الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، قالت إن مركز البحوث الزراعية يعتبر أكبر مركز بحثي تطبيقي في الشرق الأوسط، وأن له دورا كبيرا في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة في مصر وتحقيق الأمن الغذائي المصري لما له من دور كبير في استنباط الأصناف والهجن الجديدة من المحاصيل الزراعية المختلفة وزيادة الصادرات الزراعية المصرية.
من جانبها، قالت الدكتورة كلارا عزام إن القارة الأفريقية تتصف بتنوعها البيولوجي الغني ومواردها الطبيعية الهائلة، إلا أنها تعاني في الوقت نفسه من مشكلات متعددة مثل تغير المناخ، والنمو السكاني السريع، والفقر، ونقص التغذية، وقد تزامن ذلك مع الحاجة الماسة إلى نظم غذائية مستدامة تلبي احتياجات الحاضر دون التأثير على موارد الأجيال القادمة.
وأضافت: “هنا يأتي دورنا كعلماء وباحثين لمواجهة هذه التحديات ووضع الحلول التطبيقية المستدامة والمتوائمة مع حاجة الشعوب الافريقية لسد الفجوة الغذائية”.
وتابعت: “إن مشروعنا يهدف إلى تطوير استراتيجيات متكاملة تجمع بين الزراعة التقليدية والتكنولوجيا الحديثة، وتعزيز التعاون بين مختلف القطاعات بما في ذلك الزراعة، والمجتمع المدني، والأكاديمي، ويسعى هذا المشروع إلى زيادة الإنتاجية وتحسين نوعية المحاصيل، وبالتالي تحسين المعيشة للعديد من المزارعين في المجتمعات الأفريقية، وتوفير مصادر دخل إضافية من خلال إنشاء سلاسل قيمة مستدامة”.
وذكرت أنه تم اقتراح هذا المشروع ليس فقط لزيادة الإنتاجية الزراعية، ولكن أيضا لتعزيز سلاسل القيمة الغذائية في الدول الأفريقية ورفع الوعي بأهمية هذه المحاصيل ودورها في تحقيق الأمن الغذائي.
وأشارت إلى أن هذا المشروع يعتمد على زراعة الشيا (الغنية بالأحماض الدهنية، خاصة أوميجا 3 والألياف)، واستخدام مخلفاتها كركائز لتنمية المشروم المحاري (الذي يتميز بغناه بالبروتينات والفيتامينات)، وكذلك إنتاج الأسمدة الحيوية والأعلاف والوقود الحيوي منها (سلسلة متكاملة).
ونوهت إلى أن المشروع الذي يمتد إنجازات ثلاث سنوات، تمت به انجازات كبيرة ومخرجاته كثيرة وواضحة، وأهمها تسجيل أول صنف شيا في مصر (مصر 1) عن طريق معهد بحوث المحاصيل الحقلية، وعمل تطبيق للشيا على الموبايل، وعمل برنامج لزراعية الشيا الذكي مناخيا وعمل بصمة مائية للشيا لأول مرة في العالم وإنتاج مخبوزات ومكرونة خبز من بذور الشيا المطحونة والمشروم المحاري المجفف والمطحون، بالإضافة لدقيق القمح، وتسجيل سلالة فطر الالترناريا المتخصص على الشيا، وتسجيل جينات الباركودينج، وتم عرض مخرجات المشروع من خلال الفريق البحثي للمشروع.
وقد افتتحت فعاليات المشروع بعرض فيديو تعريفي عن المشروع عن طريق منسق المشروع الكيني الدكتورة مونيكا بورور.
وفي ختام ورشة العمل، أشاد الحضور بالتنظيم الرائع للورشة والتوصيات التي خرجت عن تلك الورشة، والتي ركزت على أهمية إدخال الشيا ضمن المنظومة الزراعية المصرية والتوسع في زراعته دون المساس بمناطق زراعة المحاصيل الاستراتيجية، وكذلك إدخال هذه النوعية من المنتجات الغذائية والمخبوزات عالية القيمة الغذائية في تغذية المدارس لبناء جيل قوي.