قال الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الديار المصرية وأمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إن الزكاة شُرعت لتحقيق معاني عظيمة وقيم نبيلة، تجمع بين العبادة والإنسانية في وقت واحد، مشيرًا إلى أن هذه الفريضة لا تقتصر على كونها عبادة مالية فقط، بل تحمل في طياتها أهدافًا اجتماعية تساهم في بناء مجتمع متكافل.
إنفاق على "عيال الله" من أجل الرحمة والتكافل
وأضاف "عياد" في حواره مع الإعلامي حمدي رزق، خلال برنامج "اسأل المفتي"، أن الزكاة تمثل إنفاقًا على "عيال الله"، كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن هذا الفعل يعكس الرحمة التي يجب أن تسود بين أفراد المجتمع، بالإضافة إلى دوره الكبير في تعزيز التكافل الاجتماعي وتقوية الروابط بين الناس.
الزكاة تطهير النفس من حب المال والأنانية
وأوضح المفتي أن النفس الإنسانية جُبلت على حب المال، مستشهدًا بالآية الكريمة: "وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا"، مشيرًا إلى أن الزكاة تأتي لتطهر النفس من الأنانية وحب الذات، كما تساهم في تقليل مشاعر الحقد والحسد بين الأفراد، مما يساعد في خلق بيئة من المحبة والتعاون.
الزكاة وبناء العلاقة المتبادلة بين الغني والفقير
وأكد "عياد" أن الزكاة تسهم في بناء علاقة متبادلة بين الغني والفقير، حيث يقوم الفقير بدعوة الغني بالبركة في ماله وعمره وعمله، مما يرسخ قيم المودة والمحبة. وأشار إلى أن الزكاة، وفقًا لما ورد في الحديث الشريف، "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا"، تعزز التعاون بين أفراد المجتمع وتساهم في تعزيز التماسك المجتمعي.
شروط الزكاة وأهمية الصدقة في حياة المسلم
وفيما يخص شروط الزكاة، أوضح المفتي أنها تتطلب بلوغ النصاب ومرور الحول، ولكن هناك حالات تستدعي النفقة والصدقة حتى في حالة عدم تحقيق شروط الزكاة. وأكد أن الصدقة تعد من الأعمال الهامة التي يُوصي بها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال عنها "تطفئ نار الرب" وتزيل الخطايا، فضلًا عن دورها في خلق المحبة والمودة بين الناس.