في قصة مأساوية تجسد معنى التضحية والكد من أجل لقمة العيش، لقي العامل "رزق ف.غ.ش"، البالغ من العمر 39 عامًا، مصرعه أثناء عمله في بناء عقار تحت الإنشاء بدائرة قسم الكوثر بمحافظة سوهاج.
"رزق"، عامل بسيط من أبناء مركز المراغة، عاش حياته يحمل فوق كتفيه أعباء العمل الشاق ليُعيل أسرته ويوفر لهم حياة كريمة. لكنه لم يكن يعلم أن يومه في العمل سيكون الأخير.
حينما تسلّق الطابق الخامس من العقار ليواصل مهمته اليومية، إلا أن اختلال توازنه على سقالة خشبية كان كافيًا ليسقط إلى الأرض في مشهد مأساوي، تاركًا خلفه حلمه البسيط في حياة أفضل.
وصل رزق إلى مستشفى أخميم المركزي مصابًا بكسر في الفقرات، إلا أن القدر لم يمهله كثيرًا، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصابته.
تفاصيل الواقعة
شاهد الواقعة، أيوب ح.ع.ح، أحد زملائه في العمل، روى اللحظات الأخيرة قائلاً: "كان رزق فوق السقالة يحاول إنجاز عمله كالمعتاد، ولكن فجأة فقد توازنه وسقط أمام أعيننا. حاولنا إنقاذه، لكن الصدمة كانت أقوى".
شقيقه، فريد ف.غ.ش، أكد ما قاله الشاهد، مشيرًا إلى أن رزق كان دائمًا رجلاً مكافحًا، يخرج صباحًا ولا يعود إلا وقد بذل كل ما يملك من جهد ليؤمن قوت يومه.
القصة المؤلمة تركت أثرًا عميقًا في نفوس أهله وزملائه، الذين وصفوه بـ"شهيد العمل"، مؤكدين أنه كان مثالاً للعامل الشريف الذي يواجه المخاطر يوميًا من أجل رزقه.
تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، ونُقل الجثمان لدفنه وسط دموع عائلته ومحبيه، أنباء الحادثة أحالت رزق إلى أيقونة للكفاح والتضحية، وستبقى ذكراه شاهدة على قسوة المهنة التي اختارها من أجل حياة كريمة لعائلته.