يواصل الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي شرح أحاديث سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن خصال وصفات سيدنا النبي حيث قال: "سألت خالي هند بن أبي هالة، وكان وصافاً، عن حلية النبي ﷺ، وكان في قلبي شوق كبير لأن أعرف عن جمال سكونه ﷺ الذي يشدني إليه، فقلت له: كيف كان سكوت حضرة سيدنا رسول الله ﷺ؟ فأجابني قائلاً: كان سكوت حضرة سيدنا رسول الله ﷺ على أربع: على الحلم، والحذر، والتقدير، والتفكر."
وأشار الشيخ أحمد الطلحي، خلال تصريح له اليوم الخميس، إلى أن هذه الخصال الأربعة هي دروس في كيفية التعامل مع مواقف الحياة:
وتابع: "كان النبي ﷺ يحلم في سكونه، والحلم هنا يعني الصبر على الآخرين، وعدم الغضب أو الاستفزاز، فقد كانت سكينته ﷺ نتيجة لوقار عميق وعقل هادئ، حيث كان يترفع عن أي استجابة عاطفية سريعة، وهو في غاية الصبر".
واستكمل: "سيدنا محمد ﷺ كان حريصًا في سكوته على أن يكتفي بالكلام الذي يُنفع، ويترك الكلام الذي لا فائدة منه، وكان حذراً في اتخاذ القرارات، في كل كلمة وكل موقف، تعلمنا منه أن نكون حذرين في مواجهاتنا اليومية، وأن نتأمل في كل خطوة نقوم بها، كان حذرًا في اتخاذ القرارات التي تتعلق بأمر الأمة، سواء في دنياهم أو في آخرتهم".
وأضاف: "التقدير عند رسول الله ﷺ لا يقتصر على الأشخاص فحسب، بل يمتد إلى تقدير المواقف والزمان والمكان، كان ﷺ يحسن تقدير الأمور ويفصل بين ما يجب قوله وما يجب السكوت عنه، هذا التقدير يشمل الاهتمام بكل تفصيل صغير في حياتنا، وأن نكون واعين بوقتنا وأفعالنا وأقوالنا".
وأوضح: "النبي ﷺ كان يكثر من التفكر في أمور الدنيا والآخرة، كان يستغل سكوته ليتأمل في ما سيبقى من أعمالنا بعد فوات الوقت، كان التفكر أساسًا لقراراته الحكيمة، وكان السكوت جزءاً من عملية التأمل والتفكر العميق، علمنا ﷺ أن السكوت ليس مجرد صمت، بل هو وقت للمراجعة والتأمل والتركيز في المعنى الأسمى للأشياء".