شهدت مدينة بولو التركية، المعروفة بجمالها الطبيعي وكونها وجهة سياحية مميزة، كارثة مروعة في أحد منتجعاتها السياحية. الحادث الذي وقع الثلاثاء خلّف أثراً عميقاً على السكان والزوار على حد سواء، حيث أسفر عن خسائر بشرية ومادية جسيمة.
اندلعت الكارثة نتيجة حريق شب بفندق "غراند كارتال" في كارتل كايا، بجبال كوروغلو في محافظة بولو، على بعد نحو 300 كيلومتر شرق إسطنبول حيث تسبب ذلك في تدمير جزء كبير من المنتجع وإلحاق أضرار بالغة بالبنية التحتية. وفقاً للمصادر المحلية وشهادات الناجين، كانت اللحظات الأولى من الحادث مليئة بالذعر، ما أدى إلى تدافع النزلاء في محاولة للنجاة.
وبحسب بيان رسمي صادر عن السلطات التركية، بلغت حصيلة الضحايا 76 شخصا، فيما أصيب 51 شخصا بجروح تتفاوت بين الطفيفة والخطيرة، كما دمر 12 طابقا من الفندق مع استمرار جهود البحث والإنقاذ.
ومن ناحية الأضرار المادية، تعرض المنتجع لخسائر جسيمة نتيجة التدمير الذي لحق بالمباني والمرافق، فضلاً عن تضرر البيئة المحيطة التي تُعد واحدة من أبرز عوامل الجذب السياحي في المنطقة.
واستجابت السلطات التركية بسرعة للحادث، حيث تم إرسال فرق الإنقاذ والإطفاء إلى موقع الحادث فور تلقي البلاغ. وشارك في عمليات الإغاثة عدد من فرق الإنقاذ، مدعومين بمعدات ثقيلة وطائرات مروحية. كما قامت المستشفيات المحلية باستقبال المصابين وتقديم العناية الطبية اللازمة.
وأثار الحادث حالة من الحزن والصدمة في تركيا وخارجها، حيث عبّرت العديد من الدول عن تضامنها مع الضحايا وعائلاتهم. وأعلنت الحكومة التركية عن فتح تحقيق شامل لتحديد أسباب الحادث وضمان اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.
كارثة منتجع بولو تمثل تذكيراً مأساوياً بضرورة تعزيز معايير السلامة في المنشآت السياحية، وضمان جاهزيتها لمواجهة أي طارئ. ومع استمرار التحقيقات، يبقى الأمل في أن تسفر الجهود عن خطوات ملموسة لتحسين الأوضاع وتجنب مثل هذه الحوادث مستقبلاً.