أكد الدكتور علي فخر، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن كفارة اليمين تُلزم الشخص الذي حلف على أمرٍ ما ثم خالف يمينه أو أراد العدول عنه، وفي هذه الحالة، يتعين عليه إخراج كفارة.
وفي فتوى مسجلة، رد فخر على سؤال ورد إليه نصه: "حلفت على زوجتي بعدم فعل شيء معين وأرغب في العدول عن هذا اليمين، فما الكفارة؟".
أوضح فخر أنه إذا منع الرجل زوجته من القيام بشيء معين، مثل الحديث مع شخص محدد، ثم اكتشف لاحقًا أن يمينه كان متسرعًا أو خاطئًا، فيجوز له السماح لها بفعل ما منعها منه.
في هذه الحالة، يتوجب عليه إخراج كفارة اليمين، التي تتمثل في إطعام 10 فقراء من الطعام الذي يتناوله الفرد وأسرته.
وأشار فخر إلى ما قاله النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرًا منها فكفّر عن يمينك الذي هو خير".
تصحيح المفاهيم حول كفارة اليمين
ومن جانبه، تحدث الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامي، عن خطأ شائع بين الناس حول كفارة اليمين.
أوضح عطية أن البعض يعتقد أن صيام ثلاثة أيام هو الخيار الوحيد لتكفير اليمين، بينما نص القرآن الكريم يبين أن الصيام هو آخر الخيارات في حال تعذر القيام بالخيارات الأخرى.
وأوضح عطية أن كفارة اليمين تبدأ بإطعام 10 مساكين من متوسط ما يأكل الإنسان وأسرته، فإن لم يستطع فكسوة 10 مساكين، وإن تعذر ذلك، يكون الخيار التالي هو تحرير رقبة.
وفي حال عدم القدرة على أي من هذه الأمور، يلجأ المسلم إلى صيام ثلاثة أيام ككفارة.
واستشهد عطية بقول الله تعالى: "لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (المائدة: 89).
وأضاف عطية أن هذه الآية توضح بشكل قاطع أن الصيام ليس الخيار الأول، وإنما يُلجأ إليه فقط إذا تعذر الإطعام أو الكسوة أو تحرير الرقبة.
وشدد على ضرورة فهم هذا الترتيب بدقة والالتزام به، وأكد أن كفارة اليمين فريضة وواجب على المسلم الذي حنث في يمينه، بهدف التوبة وتعويض مخالفة اليمين بما ينفع المحتاجين أو الفقراء.
النذر وأحكامه
وفي سياق متصل، أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن النذر هو عبادة يلزم بها الإنسان نفسه تجاه الله، ويجب الوفاء به إذا تمكن من ذلك، استنادًا إلى قوله تعالى: "وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ" (الحج: 29).