فيروس ماربورج، المعروف بكونه أحد أخطر الفيروسات القاتلة في العالم، لا يترك للضحايا وقتًا طويلاً للنجاة، بمجرد دخول هذا الفيروس إلى الجسم، يبدأ سلسلة من الأحداث المدمرة التي تؤدي إلى انهيار الجسم بالكامل في غضون أيام، إليك تفصيلاً لرحلة الفيروس داخل جسم الإنسان، بدءًا من لحظة العدوى وحتى الوفاة.
اليوم الأول: بداية العدوى
يبدأ فيروس ماربورج بالانتقال إلى جسم الإنسان من خلال ملامسة سوائل الجسم المصابة (مثل الدم، اللعاب، أو العرق) أو ملامسة الأسطح الملوثة.
فور دخول الفيروس، يهاجم الخلايا المبطنة للأوعية الدموية، المعروفة باسم الخلايا الباطنية.
يتسلل الفيروس إلى داخل الخلايا مستغلاً مستقبلات معينة على أسطحها، ويبدأ في استخدام آلية الخلية لإنتاج نسخ منه.
اليوم الثاني إلى الثالث: الانتشار الصامت
خلال هذه الفترة، لا تظهر أعراض واضحة، لكن الفيروس يتكاثر بسرعة داخل الجسم.
يهاجم الفيروس الخلايا المناعية، ما يؤدي إلى ضعف استجابة الجسم للدفاع عنه.
تبدأ الأوعية الدموية بفقدان قدرتها على الحفاظ على سلامتها، ما يمهد لحدوث نزيف داخلي لاحق.
ينتقل الفيروس عبر مجرى الدم إلى الأعضاء الحيوية مثل الكبد، الكلى، والطحال، حيث يبدأ في التسبب بتلف واسع النطاق.
اليوم الرابع إلى الخامس: ظهور الأعراض الأولية
تبدأ الأعراض فجأة بحمى شديدة وصداع قوي.
يشعر المريض بآلام عضلية حادة وإرهاق غير مبرر، مما يجعل الحركة صعبة للغاية.
يصاحب ذلك غثيان وقيء، مع احتمال ظهور طفح جلدي.
تظهر الأعراض وكأنها إنفلونزا عادية، ما يؤدي إلى تأخر التشخيص في كثير من الحالات.
اليوم السادس: انهيار الجهاز المناعي
في هذه المرحلة، يبدأ الجهاز المناعي في الانهيار نتيجة التلف الحاد للخلايا المناعية.
يتفاقم النزيف الداخلي بسبب تلف الأوعية الدموية، ما يؤدي إلى ظهور كدمات غير مبررة أو نزيف من الأنف واللثة.
يعاني المريض من إسهال شديد، وأحيانًا يحتوي على دم.
يتراكم الفيروس في الكبد، مما يؤدي إلى فشل وظيفي في إزالة السموم من الدم.
اليوم السابع: نزيف واسع النطاق
يصبح النزيف الداخلي والخارجي السمة المميزة للمرض، يمكن رؤية الدم في القيء، البراز، أو حتى العيون.
يؤدي النزيف إلى انخفاض حاد في ضغط الدم، مما يزيد من خطر الصدمة.
يعاني المريض من فشل في الكلى والكبد، ما يسرّع تدهور الحالة.
يبدأ الفيروس بالتسبب في التهاب في الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى تشوش ذهني وتغيرات في السلوك.
اليوم الثامن: الوفاة
في معظم الحالات، يؤدي المرض إلى الوفاة بسبب نزيف داخلي حاد أو فشل متعدد في الأعضاء.
في بعض الحالات، يدخل المريض في غيبوبة قبل الوفاة.
معدل الوفيات يتراوح بين 50% و88%، حسب جودة الرعاية الطبية وسرعة التدخل.
ما الذي يجعل ماربورغ مميتًا؟
1. سرعة الانتشار الداخلي: الفيروس يتكاثر بسرعة هائلة، مما يترك للجسم وقتًا ضئيلًا للاستجابة.
2. استهداف الأوعية الدموية: تدمير الأوعية الدموية يجعل الجسم عرضة للنزيف الداخلي الحاد.
3. التأثير على الأعضاء الحيوية: ينتشر الفيروس إلى الكبد، الكلى، والطحال، مما يؤدي إلى فشلها في وقت قصير.
4. غياب العلاج الفعّال: لا يوجد حتى الآن لقاح أو علاج محدد لفيروس ماربورج، ما يجعل التدخل الطبي محدودًا.
كيف يمكن الوقاية من العدوى؟
تجنب ملامسة سوائل الجسم الملوثة أو التعامل المباشر مع المرضى دون وسائل وقاية.
غسل اليدين بانتظام وتعقيم الأسطح التي قد تكون ملوثة.
تجنب زيارة المناطق التي تشهد تفشيًا للفيروس، وخاصة الأماكن القريبة من مستودعات الخفافيش.
اتباع إرشادات منظمة الصحة العالمية والحكومات المحلية عند الإبلاغ عن أي حالات تفشٍ.
فيروس ماربورج ليس مجرد عدوى، بل هو عدو مميت يهاجم الجسم على جميع المستويات في غضون أيام قليلة، سرعة انتقاله وغياب العلاج يجعلان من الضروري توخي الحذر واتخاذ التدابير الوقائية لمنع انتشار هذا الفيروس القاتل.