في مثل هذا اليوم، 20 يناير 1920م، وُلد الشيخ محمد صديق المنشاوي، أحد أبرز أعلام التلاوة في العالم الإسلامي، والذي أُطلق عليه لقب "مقرئ الجمهورية" و"الصوت الباكي" لما يتميز به صوته من نبرة حزينة وعمق في التعبير.
وُلِد المنشاوي في قرية المنشاة بمحافظة سوهاج، حيث أظهر منذ صغره موهبةً فريدة في حفظ القرآن الكريم، إذ أتم حفظه في سن الثامنة.
في الرابعة من عمره، التحق بكتاب القرية، وفي عام 1953، اعتمد كقارئ في إذاعة القرآن الكريم، ليبدأ رحلة تسجيل التلاوات للإذاعة المصرية، والتي نقلت صوته إلى أنحاء العالم.
حصل المنشاوي على دعوات من العديد من الدول العربية والأجنبية، حيث سافر بدعوات من رؤسائها، نال خلالها وسام الاستحقاق من الطبقة الثانية من سوريا وغيرها من الأوسمة تقديراً لموهبته الفذة.
كان لعذوبة صوته وجمال أدائه تأثيرٌ عميقٌ على مستمعيه، مما أكسبه شهرة واسعة في أوساط المسلمين.
ورغم النجاح والشهرة، واجه الشيخ المنشاوي العديد من التحديات، من بينها محاولة اغتياله. حيث تعرض لمحاولة قتل بالسم بعد دعوة عشاء في إحدى السهرات عام 1963.
أثناء تناول الطعام، اقترب منه طباخ يرتجف من الخوف ليخبره بأنه وُصِيَ بوضع السم في طعامه. بدلاً من تناول الطبق المشبوه، أظهر الشيخ دهاءً وطلب الخروج بحجة الإعياء، لينجو من تلك المحاولة.
في عام 1966، أصيب الشيخ بدوالي المريء، ورغم حالته الصحية المتدهورة، أصر على مواصلة التلاوة بصوته الجهوري. وعندما علم الرئيس جمال عبد الناصر بشدة مرضه، أُمر بنقله إلى لندن للعلاج على نفقة الدولة. لكن الشيخ لم يكتب له الحياة، إذ وافته المنية قبل السفر، وتوفي في 20 يونيو 1969.
ظل الشيخ محمد صديق المنشاوي رمزاً للتلاوة القرآنية، وترك وراءه إرثاً غنياً من التلاوات التي ما زالت تُستمع حتى اليوم، مؤثراً في قلوب الملايين عبر أجيال متعاقبة.