صرّح الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن تأخير صلاة الفجر عن وقتها عمداً يعد أمراً محرّماً شرعاً، مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى قد أمر بأداء الصلاة في مواقيتها، حيث قال في كتابه العزيز: "فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا".
وأضاف أن من يتعمد تأخير الصلاة عن وقتها من دون عذر شرعي، يعد آثماً وعليه التوبة والاستغفار، مع العزم على عدم تكرار هذا الفعل.
وفيما يتعلق بتأخير صلاة الفجر تحديداً بسبب التعب الناتج عن ظروف العمل أو التكاسل عن الاستيقاظ في وقتها، أوضح الدكتور الورداني أن ذلك غير جائز شرعاً، مؤكداً أن أداء الصلاة في وقتها هو من أعظم العبادات التي أوجبها الإسلام.
تأخير الصلاة بسبب النوم غير المتعمد
وعن حكم من نام عن صلاة الفجر من غير تعمّد ولم يجد من يوقظه، أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه في هذه الحالة لا حرج عليه، إذ رفع الإسلام الحرج عن المسلم الذي يغلبه النوم أو الجهد الطبيعي.
واستشهدت الدار بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا"، رواه مسلم.
كما أشارت الدار إلى قصة صفوان بن المعطل -رضي الله عنه- الذي اشتكى للنبي صلى الله عليه وسلم من أن النوم يغلبه حتى تطلع الشمس، فقال له النبي: "فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ"، كما جاء في رواية أبي داود.
التوبة عند التقصير في أداء الصلاة
دار الإفتاء شدّدت على أهمية الانتظام في أداء الصلاة في وقتها، خاصة صلاة الفجر، التي تُعد علامة من علامات الإيمان وقرب العبد من ربه.
وأوصت من يُقصّر في ذلك بالحرص على التوبة وكثرة الاستغفار، مع بذل الجهد لتغيير العادات التي تحول دون الالتزام بمواقيت الصلاة.
واختتمت دار الإفتاء رسالتها بالتأكيد على أن الصلاة هي عماد الدين وأول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، وأن الانتظام عليها ينعكس إيجابياً على حياة المسلم الروحية والعملية، داعية الجميع إلى الالتزام بتعاليم الدين والسعي للقيام بها على أكمل وجه.