أكد المهندس محمود محرز، الرئيس التنفيذي للشركة المشرفة على مدينة الروبيكي، أن صناعة الجلود في مصر تمتد بجذورها إلى العصور الفرعونية، حيث كانت تُمارس في منطقة أثرية تُسمى “مجرى العيون”.
أوضح محرز في لقاء مع برنامج “بصراحة” عبر قناة “الحياة” أن هذه الصناعة كانت مقتصرة على مرحلة “الدباغة”، وهي المرحلة التي تسبق تصنيع منتجات الجلد مثل الأحذية، الحقائب، الأحزمة، والمحافظ.
وأضاف محرز أن منطقة مجرى العيون كانت تشهد عمليات دباغة الجلود التي تُستخدم في مختلف المنتجات، حيث كانت تُجلب جلود الذبائح، ثم يتم تمليحها وتجهيزها لتصبح قابلة للاستخدام في صناعة السلع الجلدية، ولكن بسبب الموقع الجغرافي للمنطقة المحاذي للنيل وتوسطها بين الكتل السكنية، كانت الدباغة تسبب تلوثًا بيئيًا كبيرًا، سواء على مستوى المياه أو البيئة المحيطة، ما كان يشكل تهديدًا لصحة السكان.
وأشار محرز إلى أن هذه الصناعة كانت تتم في مساحة لا تتجاوز 80 فدانًا، ولكن تلوث المياه والبيئة كان من أبرز آثارها السلبية، مما دفع الدولة إلى التفكير في حلول مستدامة لهذه المشكلة، من خلال تطوير مدينة الروبيكي كمركز جديد لصناعة الجلود بعيدًا عن المناطق السكنية.