أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الخشوع في الصلاة هو أساس قبولها وتحقيق الغاية منها، موضحًا أن هذا الخشوع لا يتحقق إلا بإدراك المصلي أنه يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى.
وأشار إلى أن التفكير والانشغال بأمور الدنيا أثناء الصلاة من أهم أسباب فقدان الخشوع، إلا أن علاج ذلك يكون بالاستغفار والمجاهدة.
وفي رده على سؤال حول إعادة الصلاة بسبب السرحان، أوضح الشيخ عويضة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إعادة الصلاة مرتين في اليوم الواحد.
ونصح المصلي بأن يجبر صلاته بالدعاء والاستغفار، مع السعي المستمر لتحقيق الخشوع ومقاومة السرحان عبر استحضار عظمة الوقوف بين يدي الله.
من جانبه، أوضح الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن من أفضل الطرق لتحقيق الخشوع هي قراءة القرآن ببطء وتأنٍ أثناء الصلاة.
وأشار خلال البث المباشر لدار الإفتاء على موقع فيسبوك إلى أن التأني في التسبيح والدعاء والسجود يعين المصلي على التركيز ويقلل من الانشغال بالأفكار الدنيوية.
وأضاف الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى، في مقطع مصور على قناة دار الإفتاء عبر يوتيوب، أن هناك ثلاثة أمور أساسية لتحقيق الخشوع، وهي: التركيز على معاني الآيات أثناء القراءة، الالتزام بمواضع النظر أثناء الركوع والسجود والقيام، وأخيرًا حضور القلب عند الدعاء، لا سيما في السجود، لأن العبد يكون أقرب إلى الله وهو ساجد.
وفي سياق متصل، أكد الشيخ حازم جلال، إمام مسجد عمرو بن العاص، أن التفكير في أمور الدنيا أثناء الصلاة لا يبطلها طالما تحققت أركانها الأساسية مثل تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة. لكنه شدد على أهمية السعي لتحقيق التركيز والخشوع في الصلاة، لأن ذلك يزيد من أجرها وثوابها.
أما الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى، فقد أشار إلى أن الشيطان يحرص على إفساد الصلاة بتشتيت انتباه المصلي، ولكنه نصح برفع الصوت قليلًا أثناء القراءة والنظر إلى موضع السجود كحل عملي لمقاومة السهو.
وأخيرًا، قدم الشيخ علي فخر نصائح لمن يعانون من فقدان التركيز في الصلاة، مؤكدًا أن استشعار عظمة الله والإيمان بأنه وحده القادر على حل المشكلات يساعدان على تحقيق الخشوع.
ولفت إلى أهمية الاستعداد النفسي قبل الدخول في الصلاة، والتعامل معها كأنها صلاة مودع قد تكون الأخيرة.
يظل الخشوع هدفًا يسعى لتحقيقه كل مسلم، وهو يحتاج إلى مجاهدة النفس والتدريب على التركيز في كل أركان الصلاة. فبقدر الخشوع تكون البركة والثواب، كما قال الله تعالى: "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا".