قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عالم أزهري: الأوراد في التصوف طريق للتقرب إلى الله

الأوراد في ذكر الله
الأوراد في ذكر الله
×

أكد الدكتور محمد مهنا، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، أن "الأوراد" هي عبارة عن مجموعة من العبادات التي يلتزم بها المسلم في أوقات معينة، وهي وسيلة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.

وأضاف الأستاذ بجامعة الأزهر، في تصريح له، أن "الأوراد" تتضمن الفروض والنوافل، حيث يتقرب العبد إلى ربه بما فرض عليه أولاً ثم يضيف إليها الأعمال التطوعية والنافلة حتى ينال محبة الله، كما جاء في الحديث القدسي: "ما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ مما افترضته عليه، ولا يزال يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه."

وأوضح أن معنى "الورد" في التصوف لا يقتصر على مجرد الأعمال اليومية أو العبادات، بل إنه يشير إلى ترتيب يحدده الصوفي لنفسه من العبادات التي يؤديها بهدف الترقّي في سيره إلى الله، وأنه يعتبر ذلك واجبًا عليه، مشيرا إلى أن كلمة "ورد" جاءت من "ورد الماء"، حيث كانت القبائل قديمة تحدد أوقاتًا معينة لسقي مواشيها لتجنب التزاحم، وذلك يشبه النظام الذي وضعه الصوفيون لأورادهم التي تؤدي إلى تطهير النفس.

وأضاف: "الورد هو ما تهديه إلى الله من عبادات وأذكار، مثل قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والأدعية، وهذه الأعمال تصبح بمثابة أوراد تُقرب العبد من ربه وتفتح له أبواب الفتوحات والأنوار"، لافتا إلى أن الأوراد تُثمر في العبد حالة من "الواردات"، التي هي فيض من الله تعالى، تشمل انشراح الصدر، سعة الرزق، التوفيق في الأعمال، والثقة بالله.

وفيما يتعلق بمن يداوم على أوراده، أكد الدكتور مهنا أن من يلتزم بها يتلقى مددًا من الله -عز وجل- من خلال هذه الواردات، وهي التي تزداد مع طول الاستمرار على الطاعات، داعيًا المسلمين إلى عدم الاستهانة بأي مسلم، مهما كانت حالته أو أعماله، بل يجب احترامهم وتعظيمهم، لأن الله قد يكرم البعض بفضائل لا نراها ظاهرة.

وأشار مهنا إلى أن الشيخ أبو الحسن الشاذلي قال: "أكرم المؤمنين وإن كانوا عصاة"، لافتًا إلى أن المسلم يجب أن ينظر إلى القلب ولا يتسرع في الحكم على الآخرين، مؤكدًا على أهمية التواضع والاعتراف بفضل الله في كل شيء، قائلاً: "لا تشكر نفسك على ما أنت عليه، بل حمد الله على ما عافاك ووهبك."

ولت إلى أن الطاعة الدائمة والالتزام بالأوراد يُحسن من حالة المؤمن الروحية ويقوي علاقته بالله، مشيرًا إلى أن الشكر لله يعزز السلوك التربوي ويمنح العبد السلام الداخلي ويجعله في حالة مستمرة من القرب من الله تعالى.