بعد خمسة عشر شهرا من العدوان الإسرائيلي المستمر والمتواصل على قطاع غزة، وما يتعلّق به من جرلئم ترتكب صباح مساء بحق المدنيين العزل. ومن دون أن يحرك العالم ساكنا لوقف مجزرة القرن. تبدو فرص توقف هذه الحرب واردة، بل وقريبة جدا. فالواضح من مواقف المعنيين، بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. أن الاتفاق علي صيغة نهائية تم. وأن الساعات المقبلة ستشهد الإعلان عنه، بعد موافقة إسرائيل. بالنسبة لحركة "حماس"، فإن شروطها لأي اتفاق منذ بداية التفاوض وحتى اليوم، هي نفسها. وقف الحرب، والانسحاب الشامل من القطاع، وعودة النازحين، وإعادة الأعمار والتبادل. أما بالنسبة للاحتلال، فإن لكل طرف حساباته، وهي في الغالب حسابات سياسية. ما عدا أهالي الأسري لدي فصائل المقاومة الفلسطينية.
نتانياهو، كان يعرقل أي اتفاق، في محاولة لكسب الوقت، للتخلص من أزماته الداخلية، ومحاولة تحقيق انتصار، ما يعدل من صورته أمام الجمهور. لعله يبقي في السلطة. وحليفاه إيتمار بنجفير، وسموتريتش، لا يريدان الصفقة، لأنهما يريدان مواصلة الحرب. وهما غير مهتمين بعودة الأسري الإسرائيليين، وهمهما الأساسي قتل أكبر عدد من الفلسطينيين وتهجيرهم، والاستيطان في غزة. أما أهالي الأسري، ومن خلفهم الرأي العام الإسرائيلي. فقد وصلوا إلي قناعة بأن إعادة الأسري بعملية عسكرية مستحيل، وأن مواصلة الحرب يعني موت الجميع. وأن رئيس الحكومة يخضعهم. نتانياهو، فشل في استعادة أسراه، ولم ينجح في القضاء علي "حماس"، كما لم ينجح في تحقيق الأمن للإسرائيليين. والأهم من ذلك، أنه هو شخصيا لا يعلم مصيره، في اليوم التالي للحرب. فيما ينتظره خصومه بالسكاكين، والمحاكم الدولية تلاحقه مع أركان جيشه.
وفي الانتظار وبعد أن أصبح الجميع أمام ساعة الحقيقة، فقد تأكد للعالم أجمع، أن ما أنجزه الاحتلال، كان القتل والتدمير والقضاء علي كل أشكال الحياة في قطاع غزة. كما تأكد أيضا، أن المقاومة الفلسطينية صمدت أمام أعتى وأشرس حرب، وأن أهل غزة، كانوا مثالا للصمود والثبات، فلم يرضخوا ولم يستسلموا. فهل يجرؤ نتانياهو، بالحديث عن الانتصار؟. وأخيرا، ماذا عن خطاب أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، اليوم؟ وماذا قال عن إدارة غزة في اليوم التالي للحرب؟ وما الخطة التي سيسلمها لإدارة وفريق دونالد ترامب، لإدارة القطاع؟.