تشهد غزة مرحلة حرجة بعد انتهاء الحرب الأخيرة، حيث تتجه الأنظار إلى التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع، سواء على مستوى إعادة الإعمار أو تحقيق استقرار سياسي شامل.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، على أهمية التنسيق بين الفصائل الفلسطينية لترتيب المرحلة المقبلة في قطاع غزة بعد الحرب، مشددًا على ضرورة إشراك جميع الأطراف لتحقيق استقرار سياسي وإداري شامل يضمن إعادة الإعمار دون عراقيل.
حماس ما زالت مؤثرة على الأرض
وأضاف الرقب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن حركة حماس لا تزال قوة مؤثرة على الأرض، مما يجعل التنسيق معها أمرًا لا غنى عنه لأي جهة تسعى لإدارة القطاع. ورغم تأثيرها السياسي، أبدى استعدادها للتخلي عن المشهد لأي فصيل يحظى بإجماع وطني ودولي، لكن ذلك يتطلب التوافق على نقاط ما زالت قيد البحث بين الفصائل.
تحدث الرقب عن قضايا أساسية يجب معالجتها لضمان استقرار المرحلة المقبلة، بما في ذلك تأمين الدعم اللازم لإعادة الإعمار، منع تكرار الاعتداءات الإسرائيلية، ودور المجتمع الدولي في ضمان استقرار القطاع ومنع التصعيد. وأكد أن حماس قد تحيد نفسها عسكريًا إذا تم توفير هذه الضمانات، مع بقائها كقوة سياسية فاعلة.
أهمية الحوار الشامل
دعا الرقب إلى ضرورة تعميق الحوار بين كافة الفصائل الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الحوار بين فتح وحماس وحده غير كافٍ، ويجب أن يكون شاملًا لتجنب الصدامات مع التطورات المستقبلية ومنع إسرائيل من استغلال الوضع.
اختتم الرقب تصريحاته بالتأكيد على أن التنسيق بين الفصائل الفلسطينية مع توفير ضمانات دولية للاستقرار يمكن أن يمهد الطريق لإعادة إعمار غزة بشكل فعّال، مما يساهم في تحقيق الاستقرار السياسي وتجنب الأزمات المستقبلية في القطاع.