رحبت الحكومة الإيطالية "ترحيبًا حارًا"، مساء أمس الأربعاء، بالإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن لدى حماس، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وهنأت حكومة جورجيا ميلوني مصر وقطر والولايات المتحدة على النتيجة التي تم التوصل إليها بعد جهود مفاوضات طويلة قامت بها.
وبحسب بيان من قصر كيغي، مقر الحكومة الإيطالية، فإن إيطاليا، بصفتها الرئيس الحالي لمجموعة السبع، دعمت دائما هذا القرار باقتناع.
وأشارت الحكومة الإيطالية إلى أن وقف إطلاق النار يتيح "فرصة هامة" لزيادة المساعدات الإنسانية المقدمة للسكان المدنيين في غزة بشكل كبير. وفي هذا الصدد، تعهدت الحكومة الإيطالية بمواصلة مساهمتها من خلال مبادرة "الغذاء من أجل غزة" التي تركز على الأمن الغذائي والصحة.
إعادة إعمار غزة
وأعربت الحكومة الإيطالية عن استعداد إيطاليا للقيام بدورها، مع الشركاء الأوروبيين والدوليين، من أجل تحقيق الاستقرار وإعادة إعمار غزة وتعزيز وقف الأعمال العدائية بشكل دائم، وأيضا بهدف إعادة إطلاق عملية سياسية نحو سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، على أساس حل الدولتين.
مزيد من التفاؤل
وبأعين على دور أكبر لإيطاليا في الشرق الأوسط والبحر المتوسط، أعلن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالية أنطونيو تاياني عزمه القيام بزيارة للأراضي الفلسطينية وإسرائيل يوم الاثنين المقبل بهدف "دعم الهدنة ولضمان قدرتنا على التطلع إلى المستقبل بمزيد من التفاؤل".
وقال تاياني: "بالتوصل إليها بوقف إطلاق النار في لبنان، وبانتخاب الرئيس اللبناني الجديد المسيحي الماروني، جوزيف عون ومع ولادة دولة جديدة في سوريا، يمكننا القول إن الشرق الأوسط يسير في الاتجاه الصحيح"، معتبرًا أن "هذه مجرد البداية".
وأكد تاياني أن إيطاليا تريد أن تصبح "طرفًا فاعلًا بشكل متزايد في الشرق الأوسط" ويمكنها أن تلعب دورا في إعادة إعمار قطاع غزة.
وتابع: "نريد أن يكون البحر الأبيض المتوسط بحر سلام وليس مقبرة للمهاجرين، لذلك سنكون أبطالًا في إعادة إعمار غزة، ولكننا سنكون أيضًا مؤيدين عظماء للسلام، كما كنا حتى اليوم".
خطوة أولى لكن "هشة"
واعتبر وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو أن الاتفاق بين إسرائيل وحماس يمثل "خطوة أولى مهمة" في الاتجاه الذي يرغب فيه الجميع، وهو "نجاح الدبلوماسية الدولية" والمسار الذي أصبح من الضروري الآن الاستمرار فيه.
وأضاف: "في كل هذه السنوات والأشهر الرهيبة، لم نفقد الأمل أبدًا. وعملنا أيضًا حتى يصل أخيرًا. إنه في الواقع نجاح للدبلوماسية الدولية، نتيجة لالتزام مشترك من جانب العديد من الدول، الكبيرة والصغيرة، الأوروبية، الأطلسية والشرق أوسطية. التزام صامت ولكن عنيد كانت إيطاليا دائمًا طرفًا فاعلًا نشطًا فيه"، غير أنه أشار إلى الاتفاق باعتباره "خطوة أولى لا تزال هشة، والتي يجب أن تتبعها خطوات أخرى كثيرة".
انجاز تاريخي لـ"ترامب"
رأى نائب رئيس الوزراء ووزير البنية التحتية والنقل ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه هو "أول إنجاز تاريخي" تم تحقيقه "بفضل عودة الرئيس دونالد ترامب حتى قبل التسوية الرسمية”.
وقال سالفيني، الذي يواجه انتقادات عديدة بسبب آرائه: "تهانينا! لقد حان الوقت للحوار والوساطة والسلام في جميع أنحاء العالم".