أكدت الدكتورة أمل شمس، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن مفهوم "المواطنة الرقمية" بات جزءًا أساسيًا من التربية الحديثة، خاصة مع التطور التكنولوجي الكبير الذي يشهده العالم. وأوضحت خلال حوارها مع الإعلامية مروة شتلة في برنامج «البيت» المذاع على قناة «الناس»، أن فهم الأطفال لحقوقهم وواجباتهم في العالم الرقمي يوازي أهمية فهمهم لتلك الحقوق والواجبات في حياتهم الواقعية.
ما هي المواطنة الرقمية؟
أوضحت الدكتورة أمل أن المواطنة الرقمية تعني حقوق الأفراد وواجباتهم في الفضاء الرقمي، مشيرة إلى أنها تمثل امتدادًا للمواطنة التقليدية، حيث تشمل:
- حماية الخصوصية: فهم أهمية حماية البيانات الشخصية على الإنترنت.
- الالتزام بالسلوك الإيجابي: مثل الابتعاد عن التنمر الإلكتروني أو نشر الأخبار الكاذبة.
- استخدام التكنولوجيا بشكل آمن ومسؤول: لضمان بيئة رقمية آمنة.
وأكدت أن الأطفال بحاجة إلى تعليم هذه القيم منذ الصغر لضمان تعاملهم مع التكنولوجيا بوعي وإدراك.
تأثير العالم الرقمي على الأطفال
أشارت الدكتورة أمل إلى أن الأطفال قد يتعرضون لتحديات نفسية واجتماعية بسبب المحتوى الرقمي، موضحة أن:
- المقارنات الاجتماعية: مشاهدة صور ومحتويات على الإنترنت قد توهم الأطفال بأنها تمثل الواقع الكامل، مما يؤدي إلى شعورهم بالنقص أو اضطرابات نفسية.
- إدمان السوشيال ميديا يؤدي إلى تضييع الوقت على الألعاب أو الصور بدلًا من استغلاله في تطوير مهاراتهم الإبداعية والابتكارية.
- التأثير على التحصيل العلمي قضاء وقت طويل أمام الشاشات يضعف تركيز الأطفال ويقلل من قدرتهم على التفاعل مع العالم الحقيقي.
دور الأسرة في تعزيز المواطنة الرقمية
شددت الدكتورة أمل على أن الأسرة هي المحطة الأولى لتعليم الأطفال القيم الرقمية، مشيرة إلى أن الآباء والأمهات يجب أن:
- يراقبوا استخدام الأطفال للتكنولوجيا.
- يعلموا الأطفال الفرق بين العالم الرقمي والعالم الحقيقي.
- يغرسوا فيهم قيم احترام القانون، والاعتزاز بالعادات والتقاليد المحلية، مع تعزيز شعور الفخر بالهوية الوطنية.
التربية الرقمية: إعداد مواطنين مسؤولين
اختتمت الدكتورة أمل حديثها بالتأكيد على أن التربية السليمة يجب أن تشمل إعداد الأطفال ليكونوا مواطنين رقميين مسؤولين. ولفتت إلى أن ذلك يتطلب مشاركة الأسرة والمدرسة معًا في تشكيل وعي الأطفال، ليتمكنوا من التفاعل مع العالم الرقمي بوعي ومسؤولية، مع الحفاظ على قيمهم وثقافتهم.