قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه”. وأوضح أن هذا الحديث لا يقتصر على الأعمال الدنيوية مثل الهندسة، الطب، الزراعة، والميكانيكا، بل يشمل أيضًا الأعمال الأخروية كالعبادة والطاعات.
ويُبرز الحديث أهمية الإتقان كمعيار أساسي في جميع الأعمال، سواء كانت دنيوية أو أخروية، مما يعكس رؤية الإسلام الشاملة للجودة والإبداع.
الجودة أولى من الكمية
أكد الشيخ خالد الجندي أن الحديث الشريف يضع الجودة فوق الكمية من حيث الأهمية، مشيرًا إلى قول ابن عباس رضي الله عنهما: "ليس العالم بكثرة علمه، إنما العالم من وعى آية من كتاب الله ثم عمل بها".
هذه الحكمة تعزز الفكرة بأن القليل من الأعمال المتقنة والمخلصة يفوق الكثير من الأعمال التي تفتقر إلى الجودة.
الإحسان..معيار الجودة في العبادة
أشار الشيخ خالد إلى أن القرآن الكريم يعبر عن مفهوم الجودة بمصطلح "الإحسان"، الذي أوضحه جبريل عليه السلام في حديثه مع النبي صلى الله عليه وسلم: “الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”. وبيّن أن الإحسان يمثل أعلى درجات الإتقان في العبادة، حيث يعكس الحرص على أداء الأعمال بأعلى معايير الإخلاص والجودة.
رسالة الإسلام للأمة
تابع الشيخ خالد حديثه بأن الإسلام يركز على جودة الطاعات لا كميتها، مستشهدًا بأن الإنسان سيسأل يوم القيامة عن جودة أعماله وطاعاته. فالعبادات المقبولة عند الله هي تلك التي تستوفي معايير الإتقان والجودة، مشددًا على أن الإسلام لا يفرق بين العمل الدنيوي والأخروي، فكلاهما يتطلب الالتزام بمبدأ الإتقان.
دعوة إلى الإصلاح والتنمية
واختتم الشيخ خالد الجندي بتأكيده على أن الإتقان في العمل هو رسالة للإصلاح والتنمية في جميع مجالات الحياة، وهو واجب شرعي ينعكس أثره على الفرد والمجتمع. فالإسلام يجعل من الإتقان سلوكًا حضاريًا ومطلبًا إيمانيًا، يساهم في بناء أمة قوية ومتقدمة.