قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل سنشهد هدنة في غزة أم لا؟.. أستاذ قانون دولي يجيب

هدنة غزة
هدنة غزة
×

تشهد الساحة الفلسطينية في قطاع غزة تصاعدا مستمرا في التوترات العسكرية والإنسانية، مع استمرار العمليات العسكرية بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس، ما يثير قلقا دوليا متزايدا بشأن الأوضاع الإنسانية والسياسية في المنطقة.

جولات مكثفة لحدوث هدنة في غزة

من جانبه، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، "نحن على وشك إعلان وقف حرب الإبادة الجماعية، بعد جولات مكثفة قادها الوسطاء لتقريب وجهات النظر، لقد دأبت إسرائيل على وضع العقبات لإفشال أي جهود تهدف إلى إنهاء هذه الحرب، مستفيدة من الدعم الأمريكي المطلق الذي يساندها في جرائمها المستمرة بحق الشعب الفلسطيني على مدى 15 شهرا". 

وأضاف أبولحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "كنا ندرك دائما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يقبل بأي اتفاق ما لم يواجه ضغطا أمريكيا حقيقيا، فقد كان هذا الدعم هو المحرك الأساسي لتماديه في ممارساته الإجرامية. ومع تصاعد الضغط الأمريكي الذي بات واضحا للجميع، اضطر نتنياهو في النهاية إلى الموافقة على الاتفاق لإنهاء حرب الإبادة". 

وتابع: "لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي لعبته مصر في تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بمشاركة فعالة من الأشقاء في قطر، وعلى الرغم من الهجمات الإسرائيلية الممنهجة التي استهدفت الوسيطين، إلا أنهما ظلا ثابتين في جهودهما، مدفوعين برغبة صادقة في وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني وإنهاء الجرائم الصهيونية". 

واختتم: "كنا نأمل أن يتزامن إعلان وقف إطلاق النار في غزة مع إعلان آخر يتعلق بإنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الصف الوطني من خلال تشكيل حكومة تكنوقراط تحظى بتوافق جميع مكونات الشعب الفلسطيني، لتعمل على إدارة شؤون دولة فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومع الأسف، ما زال هذا الهدف بعيد المنال، نأمل أن يواصل الأشقاء العرب جهودهم الحثيثة لتحقيق هذا الهدف، إذ أن وحدة الصف الفلسطيني باتت ضرورة ملحة في ظل الظروف الراهنة والمعقدة". 

محادثات وقف إطلاق النار

ومن جانبه، كشف مسؤول مطلع على محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة عن حدوث انفراجة هامة بعد منتصف ليل أمس الأول، في محادثات شهدت حضور مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، التي استضافتها العاصمة النرويجية أوسلو. 

وفقا للمسؤول، فإن الوسطاء قد سلموا كلا من إسرائيل وحركة حماس مسودة نهائية لوقف الحرب في غزة، حيث كانت هذه المسودة نتيجة لانفراجة تحققت بعد جهود مكثفة في الأيام الماضية.

وقد أوضح المسؤول أن قطر قد قدمت مسودة الاتفاق للجانبين في محادثات تمت في الدوحة، حيث شارك في تلك المحادثات رئيسا جهاز "الموساد" و"الشين بيت"، بالإضافة إلى رئيس وزراء قطر. 

وأكد المسؤول أن الساعات الـ 24 المقبلة ستكون حاسمة في التوصل إلى اتفاق نهائي، مع وصفه للمسودة بأنها تمثل تحولا إيجابيا في جهود وقف الحرب.

وتتضمن مسودة الاتفاق ثلاث مراحل رئيسية، تم تحديد مدتها بـ 42 يوما لكل مرحلة:

والمرحلة الأولى تشمل فترة زمنية مدتها 42 يوما يتم خلالها وقف العمليات العسكرية المتبادلة، على أن تقوم القوات الإسرائيلية بالانسحاب من المناطق المكتظة بالسكان إلى المناطق المحاذية للحدود في قطاع غزة.

 وتستمر المرحلة الثانية 42 يوما، وفيها يتم إعلان العودة إلى الهدوء المستدام، مع وقف دائم للعمليات العسكرية والأنشطة العدائية، ويشمل هذا تبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين، حيث يتم الإفراج عن جميع الأسرى في السجون الإسرائيلية مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين، كما يتم الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

ما هي "صفقة استسلام"؟ 

وتتضمن المرحلة الثالثة تبادل جثامين ورفات الموتى بين الجانبين، على أن تبدأ عملية إعادة إعمار قطاع غزة في فترة تمتد من 3 إلى 5 سنوات. 

وتشمل عملية الإعمار المنازل والمباني المدنية والبنية التحتية، مع تعويض المتضررين تحت إشراف دولي من دول مثل مصر وقطر ومنظمات الأمم المتحدة.

وفي المقابل، وصف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش المسودة بأنها "صفقة استسلام"، منتقدا الاتفاق المزمع بشدة، وأكد أن هذه المسودة تمثل كارثة على الأمن القومي لإسرائيل، مشيرًا إلى ضرورة وجود إجراءات أكثر صرامة لضمان أمن إسرائيل في المستقبل.

الوضع الميداني في غزة

على الصعيد الميداني، لا تزال كتائب القسام تواصل التصدي للقوات الإسرائيلية، حيث قال الناطق باسم الكتائب "أبو عبيدة" إن "مجاهدينا مازالوا يكبدون جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة خسائر فادحة"، مشيرا إلى وقوع أكثر من 10 قتلى وعشرات الإصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين خلال الساعات الـ 72 الماضية، وأضاف أن الخسائر التي تكبدها جيش الاحتلال تفوق بكثير ما يتم الإعلان عنه.

والجدير بالذكر، أن تتوالى الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تطورات ميدانية متسارعة وتصاعد في العمليات العسكرية، وتبقى مسألة التوصل إلى هدنة دائمة أمرا غير محسوم.

وفي ظل الانتقادات الداخلية الإسرائيلية والتحديات الميدانية التي يفرضها استمرار المقاومة الفلسطينية.

 ومع ذلك، تظل المساعي الدولية قائمة لتحقيق تهدئة تفضي إلى استقرار طويل الأمد وتحقيق مصالح جميع الأطراف المعنية في المنطقة.