بينما يتدرب الكثير من أصحاب الكلاب على تعليم حيواناتهم الأليفة بعض الأوامر البسيطة مثل "اجلس" أو "تعال"، يبرز كلب بريطاني يُدعى هارفي كأحد أكثر الكلاب ذكاءً في العالم.
الكلب الأكثر ذكاءً في العالم: هارفي البريطاني ماذا فعل ليصبح حديث السوشيال ميديا
هارفي، من فصيلة بوردر كولي، هو كلب بالغ من العمر 6 سنوات استطاع إبهار الجميع بذكائه غير العادي وقدرته على فهم أكثر من 200 كلمة. قصة هارفي لا تقتصر على كونه كلبًا مميزًا في بريطانيا فقط، بل يمتد تفوقه إلى مستوى عالمي حيث يُعتبر واحدًا من أذكى الكلاب في تاريخ دراسات الذكاء الحيواني، بحسب ما نشرته صحيفة dailymail.
هارفي: من جرو صغير إلى عبقري في عالم الكلاب
بداية القصة مع هارفي كانت من جرو صغير، حيث بدأ تدريبه على الأوامر والكلمات منذ سن مبكرة. مع مرور الوقت، أظهرت قدراته على استيعاب المفردات بشكل مذهل، حتى أنه بعد ثلاثة أشهر فقط من تدريبه، كان قادرًا على تمييز أسماء عشر ألعاب مختلفة. لم يكن ذلك إلا بداية لموهبته الاستثنائية، فقد استطاع تعلم 203 كلمات حتى الآن، وهو ما جعله يحظى بلقب "الكلب الأكثر ذكاءً في العالم".
كيفية التدريب على تعلم الكلمات
تدريب هارفي لم يكن بالأمر السهل، لكنه كان مليئًا بالتحديات والنجاحات. تروي صاحبة هارفي، إيرين هيوليت، البالغة من العمر 51 عامًا، كيف كان يستغرق الأمر حوالي ساعتين لقراءة أسماء كل لعبة جديدة له وجعله يركض إلى الغرفة الصحيحة ليحضر اللعبة المطلوبة. تقول إيرين: "إنه يحب القيام بذلك لأنه من فصيلة بوردر كولي التي تتميز بحب العمل والتحدي. نحن الآن نمتلك 203 ألعاب، وفي كل مرة يتعلم فيها اسمًا جديدًا، أحتفل معه، إنه بحق الكلب الأكثر ذكاءً في العالم".
انضمامه إلى مجموعة الكلاب العبقرية
لم يكن هارفي مجرد كلب ذكي في محيطه، بل تم اختياره كأحد أذكى الكلاب في العالم من قبل جامعة إيوتفوس لوراند في بودابست، المجر، وهي جامعة رائدة في مجال دراسة سلوك الحيوانات. في دراسة فريدة من نوعها، قام باحثون من الجامعة بدراسة الكلاب التي تتمتع بقدرة استثنائية على تعلم المفردات. هارفي كان أحد هذه الكلاب الموهوبة التي أثارت إعجاب العلماء.
مقارنة مع كلب آخر في التاريخ
من المثير أن هارفي لم يكن الكلب الوحيد الذي لفت الأنظار بذكائه، فهناك أيضًا الكلب تشيسر من فصيلة بوردر كولي الذي استطاع تمييز أسماء 1022 لعبة في دراسة تمت في ولاية كارولينا الجنوبية، الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن على الرغم من تفوق تشيسر، يبقى هارفي من بين الأوائل الذين قدموا مستوى عاليًا من التميز في دراسة المفردات لدى الكلاب.
دور جامعة إيوتفوس لوراند في دراسة الكلاب العبقرية
على مدى ست سنوات، أطلقت جامعة إيوتفوس لوراند حملة عالمية لاستكشاف الكلاب الموهوبة في تعلم الكلمات. وكانت هذه الحملة جزءًا من دراسة طويلة تهدف إلى تسليط الضوء على قدرة بعض الكلاب على التفاعل مع المفردات بشكل غير تقليدي. شارك في هذه الحملة أكثر من 40 كلبًا من تسع دول حول العالم، وكان هارفي واحدًا من أبرز هذه الكلاب. كانت هذه الدراسة هي بداية للتعرف على إمكانيات جديدة في الذكاء الحيواني، مما يفتح الباب لفهم أعمق للعلاقة بين الكلاب والأوامر اللفظية.
ما الذي يجعل هارفي مميزًا؟
إلى جانب قدرته الفائقة على التعرف على أكثر من 200 كلمة، يتميز هارفي بسرعة الاستجابة ومرونة التعلم. إنه ليس مجرد كلب يتمتع بذكاء استثنائي فحسب، بل هو أيضًا كلب محب للعمل والتفاعل مع صاحبه. هذه الفصيلة من الكلاب، بوردر كولي، معروفة بتفوقها في مجالات متعددة مثل الرعي والتدريب، ويُعتقد أن حبهم للتحدي والنشاط العقلي هو ما يجعلهم يتفوقون في تدريب المفردات.