عبد العزيز محمود، أيقونة الأغنية الشعبية في مصر، كان له حضور فني لا يُنسى منذ خمسينيات القرن الماضي حتى السبعينيات ويحل اليوك ذكرى ميلاده.
وُلد عبد العزيز في 11 يناير 1914 في قرية الخناجرة بمحافظة سوهاج، حيث نشأ في أجواء محاطة بالموسيقى الشعبية، وكان يعشق أصوات الربابة والمواويل التي كانت تملأ الأجواء من حوله. بعد انتقاله إلى بورسعيد مع أسرته، بدأ حياته العملية في شركة "شل" للشحن والتفريغ، حيث اكتشف زملاؤه جمال صوته وأصبح معروفًا في أوساطهم.
لكن الطريق إلى الشهرة لم يكن مفروشًا بالورود، بل جاء نتيجة لصدفة رائعة. ففي أحد الأفراح، سمعه الموسيقار مدحت عاصم، رئيس لجنة الموسيقى بالإذاعة، فأعجب بصوته وأعطاه فرصة للظهور في اختبارات الإذاعة، ليتم اعتماده كمطرب عام 1937. وسرعان ما أصبح عبد العزيز محمود أحد الأسماء اللامعة في الساحة الفنية، حيث قدم العديد من الأغاني التي رسخت في ذاكرة المصريين، مثل "يا نجف بنور يا سيدي العرسان" و"منديل الحلو"، وكذلك أغاني رمضان التي تزينت بها الأعياد مثل "مرحب شهر الصوم مرحب".
لم يقتصر نجاحه على الغناء فحسب، بل اقتحم عالم السينما وشارك في أفلام عدة، من أبرزها فيلمه الشهير "منديل الحلو"، الذي منحته البطولة المطلقة. ورغم تراجع شهرته مع بداية الثمانينيات وظهور موجة الأغاني الشبابية، ظل عبد العزيز محمود رمزًا للأغنية الشعبية، التي ارتبطت بالمناسبات السعيدة في مصر.
حياته الشخصية كانت مليئة بالتقلبات، حيث تزوج خمس مرات، وكانت علاقاته الزوجية تنتهي دائمًا بالطلاق. ورغم تدهور حالته الصحية والنفسية في آخر أيامه، إلا أن إرثه الفني ظل حيًا، ليظل عبد العزيز محمود رمزًا خالدًا في قلوب المصريين.