قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

د. جمال القليوبي يكتب: ترامب وتكتل البريكس

د. جمال القليوبي
د. جمال القليوبي
×

يبدو ان التعجيل بالتصريحات المسبقة للرئيس ترامب قبل بدابة ولايتة في ينايرهذا الشهر وجدت مردودا وصدى سريع لدي الكثير من دول العالم ، فمنذ ان ظهرت النتائج بفوزه وهناك سيل من التصريحات له وأيضا الظهور الغريب من إيلون ماسك الذي بدي فيه ملاصق لترامب والداعم العلني بعد ما كان مستترا , ولكن الغريب في كل تلك التصريحات المختلفة والتي تطال كل الاشكال من القضايا والمواقف يظهر التصريح بل والتهديد المريب لتكتل البريكس الاقتصادي حيث هدد وتوعد بإصدار التعريفة الجمركية وقائلا "نحن نطالب هذه الدول بالتزام أذا اصدرت عملة بريكس جديدة، وأيضا تنافس الأميركي القوي، وإلا فإنها ستواجه رسوماً جمركي بنسبة 100 بالمئة ".

ورغم أن الدولار الأميركي هو العملة الأكثر استخداماً في التجارة والصناعة وكذلك حركة العملات الأكثر انتشارا وتداولا  في البنوك والتبادلات العالمية، ولكن منذ ان استخدمت الولايات المتحدة عملتها الدولار في تطبيق العقوبات الاقتصادية دون سند قانوني اوغطاء شرعي دولي كمواثيق الأمم المتحدة ولكن دائما تنفذها العقوبات بصفه أحادية من جانبها علي كثير من الدول والتكتلات الاقتصادية والتي ظلت عقود دون توقف  مثال كوريا الشمالية وايران وفينزويلا ,مؤخرا روسيا عقابا علي حربها مع أوكرانيا والتي جعلت روسيا تذهب الي بديل بتطبيق استخدام الروبل في كل المبيعات النفطية , ولهذا دعت دول اقتصادية كثيرة الي وقفة احترازية من هذا العقاب الأمريكي الذي يري فيه العالم الظلم البين باستخدام الدولار لتجويع دول او تكسير اقتصاداتها او احراج شعوبها بضرب مصادر الموارد الدولارية لديها . وكانت روسيا والصين من أكبر الدول التي وجدت العداء الأمريكي الذي يهدد اقتصادها.

ومن هنا وجدت تلك الدول ان تحدي وضعيه الدولار في سلة العملة الاحتياطية العالمية لابد من إيقافه ببدائل, ولذا اقترحت روسيا نوع من التبادل التجاري لعدد من الدول والتي لديها كل المنتجات التي قد تحتاجها الدول الأخرى ويكون تبادل سلعي  , وعلي هذا التصور طرحت فكرة تكتل بريكس الاقتصادي الذي يتشكل من كلا من روسيا والبرازيل والصين وجنوب أفريقيا والهند وانضمت الية مؤخرا كلا من الأمارات ومصر وأيران والسعودية وأثيوبيا, واجمعت تلك الدول انه لابد ان يكون لها عملة جديدة في قمة العام الماضي في جنوب إفريقيا بعد ان اتهم الرئيس الروسي القوى الغربية بـ"استخدام الدولار كسلاح"، وجادل في قمة مجموعة البريكس في قازان بأن العقوبات المفروضة على روسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا تقوض الثقة في هذه العملة وتقلل من قوته,.

وقال بوتين "لسنا نحن الذين نرفض استخدام الدولار.. ولكن إذا لم يسمحوا لنا بالعمل، فماذا يمكننا أن نفعل؟ نحن مضطرون إلى البحث عن بدائل", ولم تترك أمريكا خيارا لدي الدول على عقيدة الديمقراطية ولكن كل من يخالف التوجهات الامريكية او حتى يبعد ان التبعية يجد الردع العقابي بتطبيق أليات الدولار التجارية عبر البنوك او التلاعب في سعر الفائدة او تجفيف منابع الاستثمارات الأجنبية وتوقيفها طالما ان تلك الاستثمارات تعتمد على الدولار في كل معاملاتها.

ان الخروج من عباءة الغطاء الدولاري في المعاملات وفي البنوك المركزية كاحتياطي نقدي اجنبي عالمي الي بدائل منها تطبيق نظم التحوط ضد خلل التلاعب بسعر الفائدة علي الدولار وحتمية التحفز له وادراك تنفيد البدائل بتحويل مخزون الدولار الي ذهب او معادن نفيسة او الي سلة عملات مختلفة واستخدام العقود طويلة الاجل للتبادل التجاري السلعي , ويبدو ان التهديد الأمريكي المبكر من خلال التصريح الناري لترامب سوف يعجل بنظام التحوط لدي تكتل البريكس والذي يستهدف ان يكون التكتل مبدأيا شامل لسلة عملات للدول الاقتصادية القوية منها مثال اليووان والروبل والروبية حيث ان تلك الدول لديها اكبر مخزون من المواد الخامات التي تتطلبها بقية الدول , ويشمل نظام التحوط لبريكس هو تغطية سلة العملات بما يوازية من قيمه الذهب حتى تكون التغطية شاملة القيمة .

ويعاود السؤال ماذا لو طبقت أمريكا تهديدها علي تكتل البريكس بأصدار رسوم جمركية علي واردات دول تكتل البريكس والاجابة هو تحول العالم الي اقتصاديين متناحرين,  الاقتصاد الأول وهوأقتصاد الدولار يحمل ورائه التبعية الأوروبية وكند واستراليا والاقتصاد الاخر هو البريكس والذي سوف يزيد انضمام الدول له يوم بعد يوم حيث ان العداء للدولار سيزداد لان الظلم الحقوقي وضياع الامن والأمان في العالم بسبب السياسة الأمريكية في الحرب الأوكرانية والضوء الأخضر لاشتعال الشرق الأوسط بسبب العربدة الإسرائيلية والابادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي العنصري  علي الشعب الأعزل في غزة وجنوب لبنان وسورية , كل ذلك ادي الي زيادة التحفز لدي بقية دول العالم للذهاب والانضمام الي تكتل البريكس الذي يري العالم فيه السبيل لانتهاء الظلم وحماية اقتصاديات الدول من عبث العقوبات الامريكية التي تطبقها دون قوانين او قواعد والتزامات , وهناك شق اخر من السؤال وهي ان التهديد لن ينفذ مبكر بل يتم تأخره حتي يتم تقييم الفترة الاولي لترامب وعندها أيضا قد تكون حرب أوكرانيا انتهت ولكن لن تنتهي استمرارية تكتل البريكس .... والي تكملة قادمة