قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إبراهيم الشاذلي يكتب: حرائق كاليفورنيا.. الطبيعة تُذكِّر البشرية بضعفها

إبراهيم الشاذلي
إبراهيم الشاذلي
×

بين ألسنة النيران التي احتضنت 31 ألف فدان من الأراضي وأجبرت 180 ألف إنسان على هجر منازلهم، وقفت كاليفورنيا شاهدةً على إحدى أكبر كوارثها الطبيعية. خمسة حرائق مستعرة اجتاحت مناطق باليساديس، إيتون، كينيث، هيرست، وليديا، مخلفة وراءها رماد الذكريات وخسائر مادية تجاوزت 140 مليار دولار، وفق التقديرات الأخيرة.

حرائق لا تُبقي ولا تذر

أعلن رئيس الإطفاء في كاليفورنيا، ديفيد أكونا، في تصريحات مؤلمة، أن قرابة 10 آلاف بناية دُمرت بالكامل، محذرًا من أن الرياح المتوقعة في الأيام المقبلة قد تُفاقم الكارثة. وأضاف: "لسنا في مواجهة مجرد نيران، بل في مواجهة الطبيعة حين تقرر فرض كلمتها."

مشاهير يفقدون ذكرياتهم تحت الأنقاض

لم يكن الغنى أو الشهرة حصنًا منيعًا أمام النيران المستعرة. النجم جيف بريدجز، الحائز على جائزة الأوسكار، شاهد منزله في ماليبو يتحول إلى رماد. المنزل الذي كان إرثًا عائليًا، أصبح في لحظة مجرد ذكرى موجعة. وفي السياق ذاته، تحدث الممثل ميلو فينتيميليا عن مغادرته وزوجته للمنزل تحت تهديد النيران، ليشاهدا عبر كاميرات المراقبة كيف التهمت ألسنة اللهب كل أركان حياتهما.

حتى وريثة فنادق هيلتون، باريس هيلتون، عبّرت عن حزنها بعد أن فقدت منزلها، قائلة: "ما أشعر به يتجاوز الوصف.. الكلمات تعجز عن التعبير عن الحزن الذي يغمرني."

الطبيعة تُمهل ولكن لا تُهمل

هذه المأساة تذكر البشرية بأهمية التواضع أمام قوى الطبيعة وجبروتها. فليس هناك أمان حقيقي إلا في يد الله. لا مال ولا شهرة ولا سلطة يمكنها إيقاف هذه النيران عندما تقرر الطبيعة التعبير عن قوتها.

بين الرماد والجمر، يبقى الأمل شعلة تضيء للمتضررين طريقًا جديدًا، تعيد بناء ذكرياتهم التي سرقتها النار.