قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن مفهوم "عبادة الصمت" وتوظيفها في الحياة اليومية هو وسيلة للتقرب إلى الله عز وجل.
وأضاف الجندي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن الصمت أو السكوت ليس مجرد امتناع عن الكلام، بل هو عبادة عظيمة في الإسلام، مشيرًا إلى أن العديد من الأنبياء، بما فيهم سيدنا زكريا وسيدنا مريم، قد لجأوا إلى الصمت كوسيلة لعبادة الله وإظهار التواضع.
وأشار إلى أن هناك حكمة في الحديث القليل والابتعاد عن الكلام غير المفيد، مستشهدًا بمقولة “ديل كارنيجي” في كتابه "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس"، حيث نصح بعدم فتح الفم إذا كان مليئًا بالماء، وهو تعبير مجازي عن أهمية الصمت في بعض المواقف.
وتابع: "إذا كان الكلام سيؤدي إلى الفتنة أو إثارة المشاكل، فيجب على الإنسان أن يمتنع عن الكلام"، مستعرضًا تحذيرات الغرب من اندفاع الكلام دون تفكير.
ونبه الشيخ خالد الجندي على أهمية مراعاة مشاعر الناس وثقافتهم عند الحديث، مشيرًا إلى قضية قد تكون غائبة عن الكثير من العلماء في الإعلام، وهي ضرورة مراعاة الجمهور وفهم مواقفهم ورفض التحدث بما قد يؤدي إلى فتن أو خلافات، خاصة في ظل المجتمعات ذات التنوع الثقافي والديني، ولكنه في نفس الوقت أكد على أن السكوت عن الحق يُعد خيانة له، مستشهدًا بقول الإمام أحمد بن حنبل: "إذا سكتت أنت وسكتت أنا، فمتى يظهر الحق؟".
وشدد على ضرورة القول بالحق حتى لو كان مخالفًا لما اعتاد عليه الناس، داعيًا إلى الوقوف مع الحق مهما كانت العواقب، وقال إن السكوت عن الحق في بعض الأحيان يؤدي إلى اندثاره.