عقد الجامع الأزهر، اللقاء الأسبوعي، من ملتقى الطفل الخلوق الفصيح النظيف، تحت عنوان "المشاركة الاجتماعية في الإسلام"، وحاضر في الملتقى الدكتور جمال عثمان، الباحث بوحدة شئون الأروقة بالجامع الأزهر الشريف.
وأوضح الدكتور جمال عثمان، خلال الملتقى، أن المشاركة الاجتماعية تعتبر من القيم الأساسية في الإسلام، حيث تمثل تجسيدًا لمبادئ التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع، ويشدد الدين الإسلامي على أهمية العمل الجماعي والتفاعل الإيجابي، مما يسهم في بناء مجتمعات قوية ومترابطة، فالصلاة مثلاً تؤدى في جماعة في المسجد، وفضلها يزيد على صلاة الفرد بسبع أو بست وعشرين درجة، وهذه الفضيلة تستهدف تقوية الروح الجماعية في الإسلام، وحتى خلال تلاوة سورة الفاتحة نقرأ في الصلوات الخمس كل يوم سبع عشرة مرة وبصيغة الجماعة ، قوله تعالى" اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ".
وأضاف الباحث بوحدة شئون الأروقة، أن المشاركة الاجتماعية مهمة جدًا في تعزيز الروابط الاجتماعية، فهي تساهم في تعزيز العلاقات بين الأفراد، مما يؤدي إلى تقوية الأواصر الأسرية والمجتمعية، وفي مساعدة المحتاجين، حيث يُشجع الإسلام على دعم الفقراء والمحتاجين، ويُعتبر هذا العمل من الأعمال الصالحة التي تُقرب العبد إلى الله، كما أنها تحقق العدالة الاجتماعية، فهي تسهم في بناء مجتمع يسوده العدل والمساواة، مما يساعد على تقليل الفجوات الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار الدكتور جمال عثمان، إلى أن الإسلام حث النشء على المشاركة الاجتماعية، لتحفيزه على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية، عن طريق التعليم والتوجيه وتوضيح دور الفرد في المجتمع وأهمية التضامن، وتنظيم حملات تطوعية لتعزيز روح التعاون والمشاركة المدنية، كما أوصى الآباء والمربين أن يكونوا قدوة حسنة في المشاركة الاجتماعية، حيث إن سلوكهم الإيجابي يؤثر بشكل كبير على النشء، مع ضرورة تنظيم ورش عمل للنشء وندوات تناقش أهمية المشاركة الاجتماعية وتأثيرها على الفرد والمجتمع.
وفي الختام، أوضح الباحث بشئون الأروقة، أن المشاركة الاجتماعية تُعد من القيم الحياتية الهامة التي يجب تعزيزها في نفوس النشء، ومن خلال التعليم والتوجيه والقدوة، يمكن بناء مجتمع متماسك يتسم بالتعاون والتلاحم، مما يحقق الأهداف النبيلة للإسلام في نشر الخير والعدالة.