قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هناك مسألة مهمة تتعلق بالتعامل مع العاصي والمذنب، مُشيرًا إلى أهمية الرحمة والدعاء لهم بالهداية والمغفرة.
وأوضح «عثمان» في تصريح له: «بعد أداء صلاة الفريضة، وكالعادة، نلتقي مع الأصدقاء في المسجد لنتبادل الأحاديث، وفي أحد الجلسات، تم ذكر شخص عاصٍ، فقلت الله يرحمه، فاستفسر أحد الحضور عن سبب الدعاء له بالرحمة رغم ارتكابه للأفعال السيئة، فأجبته: «هل هو مسلم؟»، فقال: نعم، «هل نطق بالشهادتين؟»، فكان الجواب: نعم، فكيف لا نترحم عليه؟».
وأضاف: "نحن في كثير من الأحيان نقسو على العاصي ونتعامل معه بغلظة، رغم أنه في أمس الحاجة إلى دعائنا، لا أحد منا سيأخذ مكان الآخر في الجنة، فالله هو الذي يعلم مصيرنا جميعًا".
وأشار إلى حديث عن الإمام معروف الكرخي، الذي كان يجلس مع تلاميذه، وكان أحدهم يرى بعض الشباب يقضون وقتهم في اللهو، فظن أنه أفضل منهم لأنهم كانوا في معصية بينما هو في طلب العلم، فقال له الإمام: "إن أول مصائب الفساد هي أن ترى نفسك أفضل من الآخرين، لذلك، لا تظن أنك أفضل من العاصي، بل ادعُ له أن يذوق حلاوة الإيمان كما ذقتها أنت، لأن هذا أمر غيبي يعلمه فقط الله".
واستشهد بحديث نبوي عن رجل قال لأخيه: "والله لا يغفر الله لفلان"، فتوجه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "من ذا الذي يتالى عليَّ أن يقسم أنني لا أغفر لفلان؟"، ثم قال الله تعالى: "غفرت لفلان وأحبطت عملك".
وختم قائلاً: "هذا الحديث يجعلنا نتوقف ونعيد التفكير في كيفية حكمنا على الآخرين، فلا تظن أن هذا الشخص فاسق أو كافر أو عاصٍ بلا أمل، بل دعوا الله لهم بالهداية والغفران، اجعلوا قلوبكم مليئة بالرحمة، وتذكروا أن التوفيق بيد الله وحده".