أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، اسم الشاعرة منيرة توفيق، فى مشروع حكاية شارع، حيث تم وضع لافتة تحمل اسمه وكل المعلومات على أحد الشوارع بالإسكندرية.
ولدت منيرة مصطفى توفيق في بورسعيد عام 1893م، لأسرة تميزت بالعلم؛ فكان أبيها مصطفى توفيق من كبار رجال الإدارة بمصر، فكان حكمدار الشرقية آنذاك، وحرص على تعليها، وشجعها على القراءة وحب الثقافة، ودربها على ركوب الخيل، وقد رافقته منيرة فى تنقلاته ورحلاته، فكانت تلتحق بمدارس البنات في كل مدينة ينتقل إليها، وتزداد معرفة وخبرة بشعب بلادها وريفه وحضره.
التحقت منيرة توفيق بالمدرسة الإبتدائية ببورسعيد، لكنها تنقلت بين عدد من مدارس البنات في بعض المحافظات التي عاشت فيها وفقًا لظرف عمل أبيها، فنالت قدرًا من التعليم المدرسي.
وفي العشرين من عمرها عام 1911م تزوجت من شاب سكندري صار فيما بعد اللواء ومدير أمن بني سويف، محمد ماهر رشدي، فكانت تنتقل معه من بلد إلى بلد، ولم تنقطع بعد الزواج عن نظم الشعر، فنشرت قصيدتين بمجلة (الإمام) بالإسكندرية.
كانت منيرة شاعرة رقيقة وأديبة متدفقة العطاء، فكان شعرها أقرب إلى وثيقة اجتماعية وسياسية غلب عليها اللحن الحزين في مرثياتها للشخصيات الفكرية العامة، مثلما غلب عليها السرور والبشر في المواقف السعيدة؛ فقد شاركت في موسم الشعر عام 1936م بجمعية الشبان المسلمين بقصيدة (الشباب والزواج)، كما شاركت في حفل تأبين الكاتبة “مي زيادة” سنة 1941م.
وكانت منيرة شاعرة "الاتحاد النسوي" الذى تترأسه هدى شعراوي، وكانت تدعى إليه بالقاهرة، وألقت به قصيدة لمناسبة عيده العشرين، ونشرت بعض قصائدها في الأهرام والرسالة والثقافة، ومن ذلك مرثيتها لسعد زغلول ومصطفى كامل وأحمد شوقي ومي زيادة وحافظ إبراهيم وهدى شعراوي وفلسطين الجريحة.
وفي مهرجان الشعر في فبراير 1942م منحت ميدالية ذهبية على قصيدتها، كما شاركت في حفل تكريم الشاعر أحمد محرم، وفي حفل تأبين أمير الشعراء أحمد شوقي بالأوبرا عام 1942م، حصلت على جائزة الميدالية الذهبية عن قصيدتها في رثاء أحمد شوقي.
كتبت منيرة توفيق الكثير من الشعر منها الشباب والزواج، وتعددت قصائدها 140 قصيدة في الوطنية والعروبة، ثم انطلقت تنظم الشعر في بطل ثورة يوليو “جمال عبدالناصر”، الذى استحق بطل جدارة عن كل مواطن مخلص أن يدين له بالوفاء والتأييد.
جمعت منيرة توفيق في شعرها بين القديم والجديد، وبين مفاخر النضال الأصيل وملاحم الثورة الوطنية، وقد وظفت موهبتها الشعرية في التعبير عن مكنوناتها في كل الأغراض والمناسبات، فلامست نبض الشعب وشاركته أحاسيسه.