تعد الحروب التي اندلعت في غزة ولبنان من أبرز العوامل التي أثرت على المجتمع الإسرائيلي، حيث دفعت آلاف الإسرائيليين إلى الهجرة أو مغادرة إسرائيل إلى الأبد خوفا على حياتهم.
هذه الهجرات لم تكن مقتصرة على فئات معينة من المجتمع الإسرائيلي، بل شملت فئات متنوعة بسبب الأوضاع الأمنية والتهديدات المتزايدة على خلفية الحروب والصراعات المستمرة.
أرقام صادمة
وأفادت دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل بأنه وبنهاية عام 2024 تأكدت الأرقام المخيبة للآمال بشأن التوسع السكاني من قبل المستوطنين واليهود وعدد الزوار القادمين للعيش في الأراضي المحتلة، وفق ما أوردت صفح عبرية.
واعترفت بشكل واضح دائرة الإحصاء في كيان الاحتلال بأنها سجلت ارتفاعا بنسبة كبيرة في الهجرة العكسية من الاحتلال الإسرائيلي عن وعدد المغادرين بأكثر من الوافدين.
وذكرت دائرة الإحصاء الإسرائيلية أنه خلال عام 2024 غادر إسرائيل أكثر من 82.700 ألف إسرائيلي، عاد منهم 23.800 فقط، أي بنحو الربع فقط.
وأضافت الدائرة أنه كذلك تراجع عدد المهاجرين الجدد إلى 32.800 ألف في عام 2024 لينخفض بـ 15.000 عن عام 2023.
ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" التي وصفت الأعداد بأنها مثيرة للقلق فأن البيانات تشير إلى الأشهر من يناير إلى نوفمبر.
وبحسب الصحيفة فأن هذا هو أعلى رقم منذ إنشاء الكيان الصهيوني، ورقم أعلى ومثير للقلق من الرقم القياسي السابق تم تسجيلها في عام 2023، عندما غادر حوالي 53 ألف إسرائيلي.
وتشير البيانات إلى أن 14816 إسرائيليا غادروا البلاد في أكتوبر الماضي، وفي أغسطس 11394 غادروا البلاد. وفي شهري يوليو وسبتمبر أيضًا، تم تسجيل أعداد كبيرة بلغت 7917 و8568 على التوالي.
أما بالنسبة لأعمار المهاجرين، فتظهر بيانات الإحصاء أن 21.262 منهم تقل أعمارهم عن 19 عاما، أي أن حوالي 27% من المهاجرين هم من الأطفال والمراهقين.
كما تظهر البيانات أن 37.567 من المهاجرين العام الماضي كانوا بين تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عامًا - أي 47.8% من جميع المهاجرين.
وبتلخيص البيانات، يتبين أن ثلاثة من كل أربعة هم تحت سن 45 عامًا. ويمكن أيضًا أن نستنتج من البيانات أن معظمهم. أولئك الذين ينزلون هم عائلات راسخة لديها أطفال.
وفي الأعمار الأكبر، يتم تسجيل انخفاض تدريجي في عدد الأشخاص النازلين. وفي الفئة العمرية 45 إلى 49، سقط 4662 إسرائيليا، وفي الفئة العمرية 50 إلى 54 - 3483، وفي الفئة العمرية 55 إلى 59 - 2693.
وفي عام 2024، كما ذكرنا، غادر إسرائيل نحو 82.7 ألف إسرائيلي، فيما عاد 23.8 ألفًا.
وللمقارنة، في عام 2023 غادر 55.4 ألف شخص، وعاد 27.8 ألف، بينما في عام 2022 غادر 37.8 ألف وعاد 22.3 ألف.
وتشير بيانات السنوات السابقة إلى رحيل ثابت نسبيا، مع مغادرة 31.3 ألف إسرائيلي في عام 2021، مع ارتفاع كبير في العائدين (29.4 ألف). وفي عام 2020، غادر 38.1 ألفًا وعاد 25.0 ألفًا، وفي عام 2019 غادر 39.4 ألفًا وعودة 23.6 ألفًا.