قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

بعد دعوة ماكرون الأوكرانيين للتنازل عن أراضيهم.. هل تتغير مواقف فرنسا في النزاعات الدولية؟

ماكرون
ماكرون
×

على أعتاب العام الرابع من الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا، تراجع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن موقفه الداعم بشدة لأوكرانيا في الحفاظ على أرضها وعدم التنازل عن أي من حقوقها، حيث حث الأوكرانيين، أمس الاثنين، على "خوض محادثات واقعية حول الأراضي" لأنهم "الوحيدون القادرون على القيام بذلك" بحثاً عن تسوية للنزاع بعد الحرب الروسية؛ ومحذرا من أنه "لن يكون هناك حل سريع وسهل في أوكرانيا"، مع قرب الذكرى السنوية للحرب التي اندلعت في فبراير 2025".

جاء ذلك في كلمة ألقاها ماكرون بمناسبة الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين في العالم بالإليزيه، حيث شغلت أوكرانيا حيزا أساسيا موجها عدة رسائل بشأنها للأوكرانيين من جهة، وللرئيس الأمريكي المنتخب ترامب من جهة ثانية، وللأوروبيين من جهة ثالثة.

دعوة للأوكرانيين بالتنازل عن أراضيهم

فقد لمح ماكرون للأوكرانيين بأن وضع حد للحرب لا يمكن أن يتم من غير تنازل كييف عن بعض أراضيها. وقال إن على الأوكرانيين تقبل «إجراء مناقشات واقعية حول القضايا الإقليمية»، أي حول الأراضي.

وقال إنه "على الولايات المتحدة مساعدتنا لتغيير طبيعة الوضع وإقناع روسيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات" في حين يتحتم على الأوروبيين "إيجاد ضمانات أمنية" لأوكرانيا، معتبراً أن ذلك من "مسؤوليتهم في المقاوم الأول".

وخاطب ماكرون الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب قائلاً: "لا يوجد حل سريع وسهل في أوكرانيا"، داعياً إلى "توفير المساعدة من أجل تغيير طبيعة الوضع وإقناع روسيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات".

واعتبر ماكرون أن "الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب نفسه يعلم أن الولايات المتحدة ليس لديها أي فرصة للفوز بأي شيء إذا خسرت أوكرانيا"، وأن "استسلام أوكرانيا لا يمكن أن يصب في صالح الأوروبيين والأمريكيين".

 


سر تغير موقف ماكرون

ووفقا لوسائل إعلام مختلفة فإن الشعور المسيطر من خلال كلمة ماكرون أنه يسعى، منذ إعادة انتخاب ترامب، إلى بناء علاقة قوية معه على غرار ما فعل في عام 2017 ولكن دون طائل، لا، بل إن هناك نوعا من التسابق لكسب ود الأخير بين القادة الأوروبيين.

ومن هنا، يتعين النظر إلى ما جاء به ماكرون لجهة التذكير بأن باريس "أحسنت التعامل مع الرئيس ترامب" في ولايته الأولى، وهذا الكلام ليس دقيقا، لأن القادة الأوروبيين بمن فيهم ماكرون لم يحصلوا على أي شيء من ترامب، لا في ملف البيئة ولا في الملف النووي الإيراني ولا بالنسبة للحرب في سوريا وحماية الأكراد. ومع ذلك، فقد حرص ماكرون على إيصال رسالة للرئيس المعاد انتخابه بقوله: «يعلم دونالد ترمب أن لديه حليفاً قوياً في فرنسا، حليفاً لا يستهين به، حليفاً يؤمن بأوروبا ويحمل طموحاً واضحاً للعلاقة عبر الأطلسي»، مؤكداً التزام فرنسا بتعزيز التعاون مع حث الدول الأوروبية على تحصين وحدتها وصمودها. كذلك دعا ماكرون إلى «التعاون مع الخيار الذي أقدم عليه الأمريكيون».


تغيرات أخرى في مواقف ماكرون تجاه النزاعات الدولية

فيما يتعلق بالحرب في غزة، سارعت فرنسا منذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر، إلى الانضمام إلى نظرائها في الاتحاد الأوروبي، وأعلنت دعمها الكامل لحق الاحتلال الإسرائيلي المزعوم في الدفاع عن نفسه، بينما أضاء برج إيفل بألوان العلم الإسرائيلي. 

ومن بين كل الحلفاء، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تشكيل تحالف دولي ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على غرار التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، وفي الوقت ذاته حظرت على أراضيها التجمعات المؤيدة لفلسطين.

وكان ماكرون من أوائل القادة الغربيين، الذين زاروا تل أبيب، حيث عبّر بوضوح عن "تضامن فرنسا الكامل" مع إسرائيل بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر.

ولكن الدور الفرنسي لم يَسِر على الوتيرة نفسها، ففي غضون أقل من ثلاثة أسابيع من بدء الحرب، هدأت نبرة ماكرون الداعمة للاحتلال، وخرجت تصريحاته نسبيا عن الاصطفاف الأوروبي، داعيا إسرائيل لوقف قتل المدنيين، فيما استضافت باريس مؤتمرا لجمع المساعدات الإنسانية من أجل الفلسطينيين، وتعهَّد بتوفير تبرعات فرنسية بين 20 مليون يورو إلى 100 مليون يورو هذا العام.


الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، لطالما تجنبت باريس الاعتراف الصريح بـ"السيادة المغربية" على الصحراء واعتبرت، حتى بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اعتراف بلاده بسيادة المغرب في ديسمبر 2020 على هذه المساحة البالغة 266 ألف كيلومتر مربع والواقعة على حافة المحيط الأطلسي؛ إلا أن الرئيس الفرنسي  قرر الاعتراف بسيادة المملكة في رسالة موجهة إلى العاهل المغربي تزامنت مع الذكرى الـ25 لاعتلاء الملك محمد السادس عرش المغرب،

وأثار الموقف الفرنسي غضب الجزائر المعارِضة للمغرب في هذه القضية منذ حرب الرمال عام 1963، وقررت سحب سفيرها من باريس بعد ساعات قليلة من نشر الرسالة، في خطوة مثلت فشل "سياسة مصالحة الذاكرة" التي أطلقها ماكرون في السنوات الأخيرة.