تمر اليوم ذكرى ميلاد الكاتب والباحث الإنجليزي جون رونالد تولكين،يُعد تولكين أحد أبرز أدباء القرن العشرين، واشتهر بإبداعاته في أدب الفانتازيا، لا سيما روايته “الهوبيت” (1937) وملحمته الشهيرة “سيد الخواتم”، التي بيعت منها أكثر من 150 مليون نسخة حول العالم، ما جعلها من بين أكثر الكتب مبيعًا في التاريخ.
البداية الأدبية: “الهوبيت” وأصل الملحمة
بدأت رحلة تولكين الأدبية عام 1937 مع إصدار كتابه “الهوبيت”، الذي كان موجهًا للأطفال ومزينًا برسومات أبدعها المؤلف نفسه. لاقى الكتاب نجاحًا كبيرًا دفع ناشره إلى طلب تكملة، فجاءت بعد 17 عامًا تحفة تولكين “سيد الخواتم”، وهي نسخة حديثة من الملحمة البطولية التي استلهمت بعض عناصرها من “الهوبيت”. في هذه القصة الملحمية، يكشف تولكين عن الخاتم السحري، الذي يتحول إلى محور الصراع بين الخير والشر في سعي سيد الظلام، سورون، للسيطرة على العالم.
أعمال قصيرة وحكايات غنية
خلال حياته، قدم تولكين عدة أعمال قصيرة تميزت بالإبداع والأسلوب الأدبي المميز. تضمنت هذه الأعمال:
• “المزارع جايلز من هام” (1949): قصة ساخرة من العصور الوسطى.
• “مغامرات توم بومباديل” (1962): قصائد ترتبط بعالم “سيد الخواتم”.
• “شجرة وورقة” (1964): تضم محاضرة رائدة حول الأدب الخيالي.
• “سميث من ووتون ميجور” (1967): خيال يمزج بين الرمزية والفانتازيا.
إرث أدبي استمر بعد وفاته
رغم وفاة تولكين، استمر إرثه الأدبي بفضل جهود ابنه الأصغر، كريستوفر تولكين، الذي حرر ونشر العديد من أعمال والده غير المكتملة، منها:
• “السيلمارليون” (1977): الحكايات التمهيدية لـ”سيد الخواتم”.
• “أطفال هورين” (2007): من الحكايات العظيمة للسيلمارليون.
• “بيرين ولوثيان” (2017): قصة مستوحاة من علاقة تولكين بزوجته.
• “سقوط جوندولين” (2018): مقاومة مدينة قزمية لحكم سيد الظلام.
إضافات أدبية متنوعة
تضمنت أعمال تولكين بعد وفاته أيضًا قصصًا مميزة للأطفال مثل “رسائل بابا نويل” و**“روفراندوم”، بالإضافة إلى قصائد مثل “أسطورة سيجورد وجودرون” و“سقوط آرثر”**، التي تعكس تأثره بالأساطير الشمالية والأدب الإنجليزي القديم.
ترك تولكين بصمة لا تُمحى في الأدب الخيالي، حيث لم تقتصر إبداعاته على قصص مثيرة وشخصيات خيالية، بل امتدت إلى بناء عوالم متكاملة بتفاصيلها التاريخية واللغوية والثقافية. بفضل أعماله، أصبح أدب الفانتازيا نوعًا أدبيًا يُحتفى به عالميًا.