كانت العائلة عائدة من زيارة عائلية سعيدة، تجوب السيارة الطريق الصحراوي الغربي بهدوءٍ تحت سماء هادئة تُبشر بيومٍ عادي.
أحمد، الصيدلي ذو الـ43 عامًا، يقود السيارة بابتسامةٍ واثقة، بجانبه زوجته أسماء وخلفهما والديها المسنان، وابنهما ياسين، الفتى الذي لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره.
الطريق كان طويلًا، والشمس تميل نحو المغيب، عندما حدث ما لم يكن في الحسبان، لحظة واحدة، وفقد أحمد السيطرة على عجلة القيادة، السيارة تترنح، وتفقد توازنها، وفي غمضة عين انقلبت على جانب الطريق.
توقفت السيارة، لكن الصرخات والدماء لم تتوقف، أسماء تصرخ، تحاول مد يدها لإنقاذ زوجها، ولكن أحمد لم يُجب، “نعمة”، والدتها، كانت بلا حراك، الأب المسن كان ينزف من رأسه، عينيه تبحثان في الهلع عن ابنته وحفيده.
نهاية مأساوية
ياسين، الفتى الذي كان مليئًا بالحيوية قبل دقائق، يجلس في الخلف يبكي بين أوجاعه وكدماته، يُدرك فجأة أن والده لن يفتح عينيه مرة أخرى.
بعد دقائق طويلة بدت كالأبدية، وصلت سيارات الإسعاف لتجد أحمد ونعمة بلا حياة، أسماء ووالدها يناضلان من أجل البقاء، وياسين يشهد اللحظة التي ستغير حياته للأبد.
تم نقل الجميع إلى المستشفى، ولكن الأثر النفسي للعائلة لن يُمحى، منزلهم الذي كان يعج بالضحك والأمل أصبح موحشًا، وصورة أحمد ونعمة أصبحت ذكرى تُطارد كل من بقي.