لاشك أن ما يطرح السؤال عن هل قيام الليل صلاة فقط أم هناك عبادات أخرى؟ ، هو فضل هذه الوصية النبوية الشريفة ، التي كثر الحث عليها في نصوص السُنة النبوية المشرفة ، وحيث لا يمكن لعاقل خسارتها بأي حال من الأحوال لذا ينبغي معرفة هل قيام الليل صلاة فقط أم هناك عبادات أخرى؟ لاغتنامها بأسهل الطرق.
هل قيام الليل صلاة فقط
قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الصلاة أفضل عبادات قيام الليل لكن هذا لا يجعل غيرها من قيام الليل فإذا ما جلس المسلم يذكر الله وجلس يقرأ القرآن فهذا من قيام الليل.
وأضاف وسام، في إجابته على سؤال « هل قيام الليل صلاة فقط أم أنه فيه عبادات أخرى؟»، أنه يتحقق الخشوع في الصلاة ، وامتيازها بالإخلاص لأن القائم يقوم لوحده بعيدًا عن أعين الناس النيام ممّا يضمن نقاء نيته ويحميه من دخول الرياء إلى قلبه، الدخول إلى الجنة دون عذاب.
وأردف : وتواترت النصوص من الكتاب والسنة بالحث عليه، وصلاة قيام الليل لها شأن عظيم في تثبيت الإيمان، والإعانة على جليل الأعمال، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمْ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا» (سورة المزمل:1-6).
وأشار الى أنه ليس هناك ذكرًا محددًا في قيام الليل فحيثما يجد الإنسان قلبه يذكر به الله، مبينًا أن القيام جزء من الليل أو كله، وهو إحدى أفضل الطاعات والأعمال تقربا إلى الله تعالى.
قراءة القرآن في قيام الليل
وأفاد الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء ، إن القرآن الكريم هو أفضل الأذكار وبه تنشرح الصدور وتخشع القلوب وتحصل لذة العبادة وقيام الليل، وإحياؤه يكون بجميع أنواع العبادة من الأذكار والأدعية وتلاوة القرآن والصلاة.
ونوه " عاشور" بأنه إذا جمع المسلم بين الصلاة والتلاوة بحيث يصلي بما يقرأ من القرآن فإنه يجمع بين الخيرين، وإذا اقتصر على القراءة بخشوع وتدبر فلا شك أن في ذلك خيرًا كثيرًا وثوابًا عظيمًا، إلا أن قيام الليل يكون بالصلاة.
وأشار إلى أنه جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية أن قيام الليل يكون بالتهجد أي بالصلاة، مناشدًا الآخرين أن يصلوا ركعتين قيام ليل لأنه لو تعود على فعل ذلك فسيكون متعودًا على ذلك، وقالوا قيام الليل عادة الناس الصالحين.
ونبه إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قرأ آخر آيتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه)، وقال العلماء إما تكفيه ثواب قيام الليل أو كفتاه طلب الأجر في هذه الليلة.
وتابع: من يقرأ آخر آيتين من سورة البقرة سيأخذ الأجر العظيم كأنه عمل العبادة التي تكفيه أجر هذه الليلة أو كفتاه السوء في هذه الليلة.
واستشهد بقوله تعالى {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْـنَ أَحَدٍ مِّــن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَـا وَإِلَيْـكَ الْمَصِيـرُ * لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.