قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

محمود الصاوي: أسرار الإعجاز الكوني في القرآن أحد أدوات الدعوة إلى الله

ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني بالجامع الأزهر
ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني بالجامع الأزهر
×

عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان "مظاهر الإعجاز في خلق الذباب" بمشاركة محمود الصاوي، الوكيل السابق لكلية الدعوة الإسلامية، ومصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وعضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، وأدار اللقاء الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، وحضور عدد من الباحثين وجمهور الملتقى، من رواد الجامع الأزهر. 

في بداية الملتقى قال فضيلة الدكتور محمود الصاوي، الأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية، القرآن هو كلمة الله سبحانه وتعالى للبشرية، وهو اتصال بين السماء والأرض عن طريق الوحي، وهو خطاب موجه للبشرية بأكملها، لذلك تضمن من الآيات ما يمكن أن تقام به الحجة على كل شيء، والإعجاز الذي تضمنته الآيات القرآنية من أسرار لهذا الكون، أحد أهم أدوات الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، لما تشتمل عليه من حجج وبراهين عقلية، وبخاصة في زمن طغيان المادية التي لا يناسبها هذا النوع من الخطاب العقلي. 

وأوضح الصاوي، أن المتأمل للآيات القرآنية من منظور علمي يجد أن هناك تكاملا بين كتاب الله المسطور وهو القرآن الكريم، وكتاب الله المنظور وهو الكون، من خلال الدلائل الكونية التي تؤكد على الحقائق الإسلامية التي جاء بها القرآن الكريم، لأن القرآن الكريم كلام الله والكون صنعته، وكثير من العلماء توصلوا إلى الله سبحانه وتعالى من خلال الاكتشافات العلمية التي وجدوا تطابقاً بينها وبين ما أخبر به القرآن الكريم منذ أكثر من 14 قرنا من الزمان. 

من جانبه قال الدكتور مصطفى إبراهيم عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية: إن هناك الكثير من العلماء في العديد من دول العالم شكلوا فرق عمل لمحاولة خلق الذباب لكنهم فشلوا، لأن الخلق هو صفة من صفات الله سبحانه وتعالى ولا يستطيع أي إنسان كائن من كان أن يخلق ولو خلية وأحدة، لهذا جاء التحدي في القرآن الكريم للتأكيد على عدم قدرة الإنسان على الخلق ولو حتى ذبابة، مبينًا أن الذباب لو سلب من الإنسان أي شيء من طعام أو شراب لا يستطيع الإنسان أن ينقذه منه، فلو نظرنا مثلا إلى عنصر "السكر" الذي يأكله الذباب، لوجدنا أن الذباب يفرز عنصرًا آخر ليحوله إلى عنصر مختلف، ولو اجتمع العلماء على استخراج السكر من جسم الذبابة لا يستطيعون لأنه تحول إلى عنصر أخر بتركيب مختلف، من خلال الأدوات التي وضعها الله في فم الذبابة والتي تستطيع بها تحويل العناصر إلى عناصر أخرى مختلفة، وهو ما تحدث عنه القرآن الكريم قبل مئات السنين، وهو ما اكتشفه العلم في عملية قيام الذباب بامتصاص الدم من الكائن الحي، حيث يقوم بإفراز مواد بنجية كي يقوم بعملية امتصاص الدم، وتستغرق هذه العملية دقيقتين، كما يفرز الذباب مادة تمنع تجلط الدم لسهولة امتصاصه، ثم يقوم بتحويل الدم إلى بروتينات ليتغذى عليه، وسكر ودهون، وهو تأكيد على المعنى القرآني من أن الإنسان لا يستطيع استنقاذ ما سلبه الذب. 

وأضاف عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، أن قدم الذباب لها تركيبة مختلفة تمكنه من الوقوف على جميع الأسطح دون أن يحدث خلل في توازنه، كما أن الذبابة لها فتحتي تنفس موزعة على جانبي الجسم، وتتمتع الذبابة بدرجة عالية من الشم، تمكنها من معرفة الأطعمة الفاسدة لمسافات بعيدة، لكي تضع عليها بيضها، لأنه من المعروف علميًا أن الذباب لا يضع بيضه إلا على الأطعمة الفاسدة أو الأشياء المتحللة، ومع ظهور علم الحشرات الجنائي برزت أهمية الذباب في بيان بعض الأمور المتعلقة بتاريخ وفاة الجثة، فكل طور من أطوار بيض الذبابة يوضح المدة الزمنية لحالة الوفاة، لأن دورة حياة الذباب من وقت أن يضع بيضه حتى تخرج منها الذبابة وتطير تستمر لمدة أسبوع.

وأوضح عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، أن علم الحشرات الجنائي يستخدم في الكشف عن الملابسات الجنائية في العمليات الإرهابية، من خلال القدرة الفريدة التي منحها الله سبحانه وتعالى للحشرات، للتفاعل مع الأدلة الجنائية، ولا سيما الذباب الذي يعد من أول الحشرات التي تصل إلى مكان الجريمة، وتعتمد هذه الطريقة على تحليل العناصر التي تحملها الحشرات ومقارنتها بالعينات التي تم فحصها مع المشتبه بهم، كما أن الذباب يستدل من خلاله على الكشف عن عمليات التعذيب التي يتعرض لها بعض الأفراد، من خلال وجود بعض الحشرات، كما أنه يتم تحليل الذبابة التي وقفت على آثار السائل المنوي كدليل على أحداث الاغتصاب، كما يتم معرفة مصدر تهريب بعض المواد المخدرة من خلال الحشرات الموجودة بها. 

كما أكد الدكتور مصطفى شيشي، أن الأبحاث والدراسات العلمية في مسارها التقدمي والتطوري دائمًا ما تكشف لنا عن قدرة الله سبحانه وتعالى وأسراره التي وضعها في القرآن الكريم، وهو ما نسعى لبيانه في ملتقى " التفسير ووجوه الإعجاز القرآني"، للوقوف على المعاني الجليلة والعظيمة التي جاءت في القرآن الكريم، لكي نزداد خشية لله سبحانه وتعالى.  

فالوقوف على الأسرار والوجوه الإعجازية في القرآن من شأنه أن يزيد الإيمان والخشية ولذلك مدح الله الذين أتوا العلم في قوله:  "قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا". 

يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني" يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.