ضحكات لا تنقطع ومحبة بين أفراد إحدى عائلات عرب الأطاولة بسوهاج، كانت أيامهم عادية، مليئة بالأحاديث والضحكات بين الإخوة وأبناء العمومة، حتى أتى اليوم الذي انقلب فيه كل شيء.
عمرو، محمود، محمود ، وعبد الحميد، كانوا أربعة شباب كأنهم قلب واحد ينبض بالتفاؤل والأمل بين الأهل، تجمعهم أحلامهم الصغيرة وأحاديثهم عن المستقبل.
كانوا يقضون أمسياتهم معًا، يجلسون على الأرض في منزل العائلة، يتحدثون عن مشاريعهم، عن السفر، وعن رغبتهم في بناء حياة أفضل.
في ذات صباح مشؤوم، قرر الأربعة السفر إلى المنيا لحضور حفل زفاف نجل عمومتهم، كان الطريق طويلًا، لكنهم لم يهتموا، استقلوا السيارة وهم يمزحون ويضحكون، يتبادلون الأحلام وسماع الموسيقى التي يحبونها.
ولكن على الطريق الصحراوي الشرقي، تحولت تلك الضحكات إلى صمت أبدي، حادث تصادم مروع أنهى حياتهم في لحظة.
سيارة مسرعة فقدت توازنها، وصوت الاصطدام كان كافيًا لتمزيق قلوب من سمعه.في القرية كان الجميع ينتظر عودتهم.
الأمهات أعددن الطعام كعادتهن، بينما الأطفال كانوا يلعبون في الفناء، يتساءلون عن موعد وصول "العم عمرو" و"العم محمود"، فجأة، رنّ الهاتف، وكانت الأخبار كالصاعقة.
"حادث... لا أحد نجا..."
اتشح البيت بالسواد وتحولت الضحكات إلى دموع، لم تستطع الأمهات استيعاب الصدمة، أُطفئت الأنوار، وأغلقت الأبواب، إلا باب الحزن الذي فتح على مصراعيه.