التوتر والضغط النفسي ليسا مجرد شعور مؤقت من القلق أو الضيق، بل هما عاملان يمكن أن يؤثرا بشكل طويل المدى على صحتنا النفسية والجسدية، بل وقد يمتدان ليؤثروا حتى على بنية الدماغ.
أظهرت الأبحاث العلمية الحديثة أن التوتر المزمن يمكن أن يؤدي إلى تقلص حجم الدماغ، خصوصًا في المناطق المسؤولة عن التفكير العقلاني واتخاذ القرارات.
تأثير التوتر على الدماغ
عند التعرض لضغوط مستمرة، يفرز جسمنا هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر المعروف. على الرغم من أن هذا الهرمون ضروري في حالات الطوارئ لمساعدتنا على التعامل مع المواقف الخطيرة، إلا أن التوتر المزمن يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية على الدماغ. يسبب الكورتيزول زيادة في تلف الخلايا العصبية، مما قد يؤدي إلى تقلص حجم الدماغ، وخاصة في مناطق مثل الحُصين، الذي يلعب دورًا مهمًا في الذاكرة والتعلم، بحسب ما نشره موقع medicalnewstoday.
كيف يمكن أن يؤثر التوتر على الوظائف العقلية؟
ضعف الذاكرة: الكورتيزول يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على قدرة الدماغ على تخزين واسترجاع المعلومات، مما يؤدي إلى تدهور الذاكرة.
التأثير على اتخاذ القرارات: التوتر المستمر قد يضعف قدرتك على اتخاذ القرارات الصائبة، مما يعيق عملية التفكير العقلاني.
ضعف القدرة على التعلم: التعرض المستمر للتوتر قد يؤدي إلى صعوبة في معالجة المعلومات الجديدة أو التعلم من التجارب السابقة.
كيف يمكنك الحد من تأثيرات التوتر؟
تنظيم الوقت: أحد الأسباب الشائعة للتوتر هو الشعور بعدم القدرة على التحكم في الوقت. تعلم كيفية تنظيم وقتك وترتيب أولوياتك يمكن أن يساعد في تقليل الضغط النفسي.
ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني يساعد على تخفيف التوتر من خلال إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين. يمكنك البدء بممارسة رياضة المشي أو الركض، أو حتى التمارين الخفيفة مثل اليوغا أو تمارين التنفس.
تقنيات الاسترخاء والتأمل: التمارين مثل التأمل واليوغا ليست فقط مفيدة للاسترخاء، ولكنها يمكن أن تساعد في تقليل مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) في الجسم، وبالتالي حماية الدماغ من تأثيرات التوتر على المدى الطويل.
النوم الجيد: يساعد النوم الجيد في تجديد الخلايا العصبية وحماية الدماغ من تأثيرات التوتر.
التواصل الاجتماعي: الحديث مع الأصدقاء أو العائلة يمكن أن يقلل من مستويات التوتر ويشعرك بالدعم العاطفي.