في لقاء استثنائي بمركز الأزهر للمؤتمرات، استقبل فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، الرئيس برابوو سوبيانتو، رئيس جمهورية إندونيسيا، في إطار زيارته الرسمية لمصر.
حضر اللقاء لفيف من قيادات الأزهر وعلمائه، إلى جانب عدد كبير من طلاب إندونيسيا الدارسين بالأزهر، حيث ألقى الرئيس الإندونيسي محاضرة تناولت أوجه التعاون بين البلدين وأهمية التعليم الديني في مواجهة التحديات العالمية.
وفي كلمته الترحيبية، أشاد الدكتور الضويني بالزيارة التي وصفها بأنها "حلقة جديدة في سلسلة التواصل المثمر بين مصر وإندونيسيا"، مشيرًا إلى العلاقات التاريخية الممتدة لقرون بين البلدين، والتي بدأت قبل وصول طلاب إندونيسيا للدراسة في الأزهر. وأضاف أن الأزهر كان وما زال قبلة للعلماء والطلاب الإندونيسيين، الذين وجدوا فيه منارة للعلم والتنوير، مشيرًا إلى الرواق الجاوي الذي خُصص لهم منذ القدم، ولا يزال شاهدًا على عمق العلاقة بين الأزهر وإندونيسيا.
وأوضح وكيل الأزهر أن طلاب إندونيسيا في الأزهر الشريف ليسوا مجرد دارسين، بل هم سفراء يحملون رسالة الأزهر الوسطية إلى بلادهم، مؤكدًا أن هذه الرسالة ترتكز على نبذ التطرف والتشدد، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة. وتابع: "البصمة الأزهرية لا تقتصر على تدريس العلوم الشرعية، بل تمتد إلى مواجهة التحديات الفكرية، ومجابهة التشويه المتعمد من جماعات التطرف الفكري".
كما أشار الدكتور الضويني إلى الدور الكبير الذي يلعبه الأزهر في دعم التواصل بين الشعوب، لافتًا إلى أن المؤسسات التعليمية والدينية التابعة للأزهر في إندونيسيا تُعد امتدادًا لرسالته العالمية في نشر قيم التسامح والاعتدال.
وفي ختام كلمته، أكد وكيل الأزهر على اعتزاز الأزهر الشريف بمحبة الشعب الإندونيسي، مشددًا على أن العلاقات بين الأزهر وإندونيسيا ليست مجرد علاقات علمية، بل هي روابط أخوية عميقة تعززها الجهود المشتركة لنشر العلم وبناء مستقبل أكثر ازدهارًا.
الجدير بالذكر أن زيارة الرئيس الإندونيسي للأزهر تأتي ضمن برنامج حافل يهدف إلى تعزيز التعاون بين مصر وإندونيسيا في مختلف المجالات، مع التركيز على التعليم والتبادل الثقافي والديني.