أجاب الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية السابق، عن حكم دفن أكثر من ميت في قبر واحد ؟".
ليرد عاشور، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، موضحًا: أن الأصل أن يدفن كل ميت في قبره وحده ، ولكنْ إذا ما اقتضت الحاجة فيجوز دفن أكثر من فرد في قبر واحد ، ويجب الفصل بين الأموات بحاجِزٍ ولو من تراب حتى ولو كانوا مِن جِنْسٍ واحد ، لحديث هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ : شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم يَوْمَ أُحُدٍ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الْحَفْرُ عَلَيْنَا لِكُلِّ إِنْسَانٍ شَدِيدٌ ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم : " احْفِرُوا وَأَعْمِقُوا وَأَحْسِنُوا ، وَادْفِنُوا الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ " . قَالُوا : فَمَنْ نُقَدِّمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " قَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا " . قَالَ : فَكَانَ أَبِي ثَالِثَ ثَلَاثَةٍ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ .
كشفت دار الإفتاء المصرية، عن كيفية الدفن عند تعدد حالات الوفاة، فيقول صاحب السؤال: هل يجوز دفن أكثر من ميت في قبر واحد؟
هل توزيع الطعام على روح الميت يصل ثوابه إليه؟
هل الذهاب مع الميت في المنام يعني موت الرائي؟.. انتبه في حالتين
دفن أكثر من ميت في قبر واحد
وقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، إن الأصل في دفن الميت، أن يكون بمفرده في القبر فلا يدفن أكثر من ميت في قبر واحد.
وأضافت، أنه في حالة امتلاء القبور أو تعذر الدفن فيها فإنه بذلك يجوز دفع أكثر من ميت من صنف واحد في قبر واحد، فالرجال مع الرجال والنساء مع النساء.
هل يجوز الدفن الجماعي؟
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إنه في حال امتلاء القبور يجب الدفن في قبور أخرى؛ لأنه لا يجوز الجمع بين أكثر من ميت في القبر الواحد إلا للضرورة، ويجب الفصل بين الأموات بحاجزٍ حتى ولو كانوا من جنسٍ واحد.
جاء ذلك في إجابته عن سؤال: «لدينا كثرة في عدد الموتى، والمقبرة صغيرة، فكيف نفعل بالهيكل السليم الذي لم ينفصل عن بعضه من الموتى، وكذلك العظم المنفصل عن بعضه؟».
وأوضح أنه إذا حصلت الضرورة فيمكن عمل أدوارٍ داخل القبر الواحد إن أمكن، أو تغطية الميت القديم بقَبْوٍ مِن طوبٍ أو حجارةٍ لا تَمَسّ جسمه، ثم يوضع على القَبْو الترابُ ويدفن فوقه الميت الجديد، وذلك كله بشرط التعامل بإكرامٍ واحترامٍ مع الموتى أو ما تبقى منهم؛ لأن حُرمة المسلم ميتًا كحُرمته حيًّا.
وأشار إلى أنه اتفق الفقهاء على حرمة نبش قبر الميت قبل البِلَى لنقله إلى مكانٍ آخر لغير ضرورةٍ، وعلى جوازه للضرورة، على اختلاف بينهم فيما يُعَدُّ ضرورةً وما لا يُعَدُّ كذلك، وقرروا أن الحاجة تُنَزَّل منزلة الضرورة؛ خاصةً كانت أو عامة.
نقل الميت
وأضاف: فإذا وُجدت الضرورة أو الحاجة التي لا يمكن تحققها إلا بنقل الميت؛ كامتلاء المقابر: جاز نقله شرعًا، بشرط احترامه في نقله؛ فلا يُنقَل على وجهٍ يكون فيه تحقيرٌ له، وبشرط عدم انتهاك حرمته؛ فتُستخدَم كل الوسائل الممكنة التي من شأنها أن تحفظ جسده وتستره، مع اللطف في حمله، ويراعى بعد نقله أن يكون دفنه بالطريقة الشرعية.
وأوضحت، أن المنصوص عليه شرعًا أن الميت يدفن في قبره لحدًا أو شقًا إن كانت الأرض صلبة، أما إن كانت الأرض رخوة -كما هو الحال في مِصر وغيرها مِن البلاد ذات الطبيعة الأرضية الرَّخْوَة- فلا مانع مِن أنْ يَكون الدَّفنُ بطريقةٍ أخرى بشرْط أنْ تُحَقِّق المطلوب المذكور في القبر الشرعي، وهذا هو الذي دَعَى أهلَ مِصر للُّجوء إلى الدَّفن في الفَسَاقي مُنذ قُرون طويلة؛ لأنَّ أرض مِصر رَخْوَةٌ تَكثُر فيها المياه الجَوْفِيَّة ولا تَصلُح فيها طريقةُ الشَّق أو اللَّحْد، ولا حَرَجَ في ذلك شرعًا كما نَصَّ عليه جماعةٌ مِن الأئمة الفقهاء مِن محققي المذاهب الفقهية المتبوعة.
صلاة الجنازة على أكثر من ميت
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه في بعض الأحيان تتعدد الجنائز في وقت واحد، مشيرًا إلى أن ترتيب الجنائز عند الصلاة عليها يتوقف على الموتى، إذا كانوا كلهم رجال أوم نساء أو أطفال أو مختلط.
وأوضح «عويضة» خلال برنامج «فتاوى الناس»، في إجابته عن سؤال: « ماذا نفعل لو تعددت الجنائز؟»، أنه قد تتعدد الجنائز، منوهًا بأنه في حال كانت الجنائز كلها لرجال، فلا مشكلة يتم حسب ما عُرف عن الميت من تقوى والقرب من الله، وحفظًه للقرآن، فيكون هو الأقرب للإمام عند الصلاة.
وأضاف أنه إذا كانت الجنائز لرجال ونساء، فيكون الرجال هم الأقرب للأمام ثم يليهم جنازة النساء، مثل الصفوف في الصلاة النساء يكونوا خلف الرجال، لافتًا إلى أنه إذا كانت الجنازة للأطفال مع الرجال والنساء، فتُقدم جنازة الصبي على المرأة، والرجل يقدم عليهما.